الجديد

مساعدة وزير الخارجية الأمريكية: “نريد أن نرى تونس تعود بشكل مباشر إلى المسار الديمقراطي مع مؤسسات ديمقراطية تعمل بكامل طاقتها”

تونس- التونسيون

بعد أكثر من نصف شهر على زيارتها لتونس نشرت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف يوم امس الاربعاء 14 سبتمبر 2022 على الجولة التي قامت بها منذ ايام وشملت تونس كاشفة عن فحوى اللقاءات التي اجرتها مع عدد من المسؤولين في تونس وعلى راسهم رئيس الجمهورية قيس سعيد والتي قالت ان النقاش معه كان صريحا وان الوضع الاقتصادي بتونس يثير قلق بلادها.

وذكرت باربرا في لقاء مع عدد من الصحفيين ان جولتها تواصلت من يوم 29 اوت الى 9 سبتمبر الجاري مشددة على ان المحطة الأولى من رحلتها كانت في تونس اين قالت انها التقت ” بالرئيس التونسي قيس سعيد ووزراء الخارجية والدفاع والداخلية وخبراء تونسيين بارزين وصحفيين وممثلين عن المجتمع المدني للاستماع إلى مجموعة من الآراء بشأن التحديات السياسية والاقتصادية الجدية التي تواجه البلاد. “.

التزام أمريكي بشراكة طويلة الأمد مع تونس

واضافت “اكدنا على الدعم الأمريكي للشعب التونسي والتزامنا بشراكة طويلة الأمد مع تونس، فهذه الشراكة تكون أقوى عندما تتجذر في التزام مشترك بالمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان. وناقشت في تونس أهمية عملية إصلاح سياسي شاملة وشفافة تمثل مختلف الأصوات التونسية وتحمي حقوق الإنسان الأساسية، بما في ذلك حرية التعبير”.

وتابعت” يتخبط التونسيون وسط مجموعة من الصدمات الاقتصادية، بما في ذلك انعدام الأمن الغذائي الناتج عن الحرب الروسية في أوكرانيا، لذا شددت أيضا على أهمية المضي قدما في مفاوضات البلاد مع صندوق النقد الدولي بسرعة وإجراء إصلاحات اقتصادية حاسمة وذات مغزى لوضع حد للأزمة الاقتصادية المستمرة. وستساعد هذه الحزمة في توفير أساس مالي أكثر متانة لتونس ومعالجة المشاكل الهيكلية الرئيسية التي تعرقل الاقتصاد “.

الوضع الاقتصادي في تونس مصدر قلق

وفي ردها عن سؤال حول الوضع الاقتصادي بتونس قالت المسؤولية الامريكية ” يثير الوضع الاقتصادي قلقنا إلى حد بعيد وأعتقد أنه يشكل مصدر قلق لكثير من التونسيين مثلما سمعت ذلك طوال زيارتي إلى البلاد. وقد أعرب لي ممثلون عن المجتمع المدني والخبراء الاقتصاديون والصحفيون عن قلقهم المتزايد بشأن الظروف الاقتصادية في تونس. بعض من هذه الصدمات هي صدمات تعرض لها عدد كبير من الاقتصادات حول العالم من نوعين أساسيين من الصدمات، أولهما الوباء إذ لا تزال عدة دول في مختلف أنحاء العالم تكافح للتغلب على آثار الوباء وتأثيره على الاقتصادات وخاصة منها الاقتصادات الشبيهة باقتصاد تونس والتي كانت تعتمد بشكل كبير على السياحة كجزء من محركها الاقتصادي. والنوع الثاني هو التضخم أو الصدمات التضخمية وصدمات الوقود وصدمات انعدام الأمن الغذائي الناجمة عن حرب روسيا الرهيبة على أوكرانيا. إذن هذه أحداث غير متوقعة ومفاجأة تسببت في ترنح الاقتصاد التونسي واقتصادات عدة دول في المنطقة وعلى مستوى العالم. ولكن ثمة مشاكل هيكلية أساسية مع الركود الاقتصادي في تونس وأزمة البلاد المالية التي تلوح في الأفق، وهي برأينا أزمة يمكن ويجب معالجتها من خلال آلية مماثلة لمفاوضات صندوق النقد الدولي. “.

مصير المفاوضات مع صندوق النقد الدولي

وقالت في نفس السياق” كنت صادقة جدا مع القادة التونسيين بشأن أننا نعتبر التحرك بسرعة نحو إنهاء تلك المفاوضات أمرا رائعا وأعتقد بناء على الإيجازات التي تلقيتها حول الخطوط العريضة العامة للحزمة مع صندوق النقد الدولي أن ذلك سيساعد تونس كثيرا على التعامل مع القضايا التي عانى منها الاقتصاد لسنوات. إذن نعم، نحن نشعر بالقلق. ثمة أدوات متاحة لمعالجة هذه المسألة ونعتقد أنه من المهم بمكان أن تتحرك القيادة التونسية بسرعة في هذا الصدد للتوصل إلى حل”.

أمريكا استثمرت أموال وتدريب في الديمقراطية التونسية

وعن موقف بلادها من التطورات التي تعيشها تونس قالت” مسألة دعم نمو الفضاء الديمقراطي وتعزيزه في دولة مثل تونس هي عملية مستمرة، والأمر كذلك منذ الثورة التونسية. لقد خصصت الولايات المتحدة مع مرور الوقت الكثير من الأموال والتدريب والدعم لبرامجها وأنشطتها في تونس لدعم الأصوات التونسية، على غرار المجتمع المدني والصحفيين والمدافعين عن الديمقراطية وما إلى هنالك. لا شك في أننا سنقوم بانتقاد تونس متى كانت ثمة حاجة إلى ذلك بصفتنا حكومة شريكة وحكومة صديقة وصديق لتونس. لقد كنت صريحة في نقاشي مع الرئيس سعيد وهو أيضا كان صريحا في حديثنا عن المسار السياسي الحالي في تونس. هذا موضوع يهمنا. نريد أن نرى تونس تعود بشكل مباشر إلى المسار الديمقراطي مع مؤسسات ديمقراطية تعمل بكامل طاقتها، فهذه المؤسسات مهمة جدا لتطوير الديمقراطية في أي بلد. ولكننا نريد دعم التونسيين لتلبية هذه المطالب، وكان ذلك الموضوع جزءا لا يتجزأ مما قمت به خلال زيارتي”.

نقلا عن موقع “الشارع المغاربي”

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP