مشاورات لإحياء "النداء التاريخي" .. فهل هي "ممكنة" ؟
خديجة رزوق
في تصريح لافت على اذاعة “شمس أف أم”، كشف اليوم الاثنين 4 فيفري 2019، رئيس كتلة “الحرة” لحركة “مشروع تونس”، عن وجود مشاورات ومحادثات بين “تحيا تونس” و “مشروع تونس” و “نداء تونس” لتجميع “العائلة الوسطية”، وفق تعبيره.
وشدد الناصفي “على ضرورة توحيد العائلة المتوسطية ودخول الاستحقاق الإنتخابي القادم في شكل موحد”.
وقال حسونة الناصفي خلال استضافته في برنامج “هنا شمس”، إن الحل الوحيد هو التوحد والفصل بين المسارات، معتبرا التداخل في المسارات لا يمكن أن يُحقق التقدم.
وكشف النائب أن مشاورات تجري حاليا بين مشروع تونس وحزب تحيا تونس وحزب نداء تونس من أجل توحيد العائلة الديمقراطية.
للاشارة فان الأطراف التي ذكرها النائب حسونة الناصفي كلها تنتمي لما يسمى ب “النداء التاريخي”، فجميعها انشق عن الحزب الأصلي، الذي شهد أزمة كبيرة، حكمت عليه بالتفكك التنظيمي وعلى كتلته البرلمانية بالانشقاق.
وقد عجزت الأطراف “المتصارعة” داخل “نداء تونس” عن ادارة خلافاتها وتناقضاتها، كما عجزت عن “التحكم” في “نزوات القيادات”، التي تصارعت حول القيادة والزعامة، وانفت لتبعث “مشاريع سياسية”، اخرها حركة “تحيا تونس”.
كيانات سياسية ساهمت في تشتيت ما يسمى ب “العائلة الديمقراطية”، كما أنها تعاني من ذات أمراض “النداء التاريخي”. فهل ستكون هذه “الشقوق” قادرة على تجاوز خلافاتها التي كانت وراء تصدع حركة “نداء تونس”؟ و كيف سيكون شكل هذا “التجميع” الذي تحدث عنه النائب حسونة الناصفي؟
بالمناسبة، يجدر التذكير الى وجود تردد داخل مجموعة “تحيا تونس”، التي أعلنت منذ أسبوع عن بداية مسار تأسيس حزب جديد، لم تكن أصداؤه الأولية – و الى حد الان – مبشرة بميلاد حزب “كبير”، قادر على لم شتات “العائلة الوسطية” و “الديمقراطية”، مثلما كان الحال مع تجربة “نداء تونس”، بين 2012 و 2014.
وهنا، لابد من الاشارة الى وجود تباينات كبيرة، برغم الاعلان عن بداية مسار التأسيس، خلافات حول الحسم في بناء حزب جديد والقطع نهائيا مع “حلم” استعادة حزب “نداء تونس”.
لذلك – وبرغم الخلافات وحتى العداوات – فان سيناريو العودة ل “النداء التاريخي” تبقى ممكنة، خصوصا وأن قيادات “تحيا تونس” المؤسسة والمؤثرة، ونعني هنا تحديدا كل من سليم العزابي ويوسف الشاهد، ما تزال لم تحسم أمرها مثلما أكدت مصادر مقربة منهم لموقع “التونسيون”، وقد يكونا الرجلين دفعا من قبل نواب كتلة “الائتلاف الوطني” الى الاعلان عن حزب، الأحد 27 جانفي الفارط.
لكن، لابد من الـتأكيد على أن أسباب أزمة “نداء تونس”، ما تزال مستمرة بل أنها زادت في التعقيد وأصبحت مزمنة، وأن القيادة الحالية اختارت “التمترس” وراء الاستفراد بالحزب، وتعطيل كل محاولات الانقاذ، وفق ما أكدته كل قيادات الحزب التاريخية، لعل هذا ما يجعل استعادة “النداء التاريخي”، مجرد “حلم” .. وأنه لابد من المرور الى تأسيس جديد، على غرار ما يقوم به الثنائي: الشاهد والعزابي.
Comments