ملاحظات حول الأداء الاتصالي لرئيس الحكومة بعد أول ظهور تلفزي
رضا كزدغلي / فيسبوك/
في تعليق على الجانب الاتصالي والتواصلي، في كلمة رئيس الحكومة الياس الفخفاخ ، التي أعلن فيها مساء أمس الجمعة، عن اجراءات جديدة لمقاومة فيروس كورونا، في أول ظهور تلفزي له منذ توليه مهام رئاسة الحكومة، كتب المختص في الاتصال السياسي رضا كزدغلي التدوينة التالية:
“بقطع النظر عن مضمون الكلمة و ما جاء فيها من تقديم للموضوع و قرارات و تفسير قليل لها و ما أثارته من ردود فعل متباينة.
و نظرا لأهمية الكلمة من حيث أهدافها ليس في الإخبار فقط بل أيضا في التأثير و الإقناع و الدفع نحو التبني و الفعل من موقع المسؤولية القيادية و أمام انتظارات الجميع منذ البارحة، أقدر أن الأداء الاتصالي للفخفاخ من حيث الشكل كان :
** موفقا عموما في اختيار اللغة العامية المفهومة من الجميع.
** لكنه بدا بارد، باهت ، غير متفاعل و غير مؤثر لحد الدفع نحو الفعل و التبني للقرارات.
** بدا الرجل متعبا مرهقا خائفا (من ماذا!! ) مما يطرح السؤال عن مدى جاهزيته البدنية و تدربه المسبق لالقاء الكلمة خاصة و أن مضمونها جاهز منذ 24 ساعة بحسب ما صرح به .
** نبرة الكلام عنده ضعيفة الأثر و غير متغيرة بحسب نبرات مضمون الكلام. ( الصرامة، الالتماس، التشديد، التفسير،)
** خلفية مكان التصوير غير ذات معنى ( رفوف مكتبة بلا عناوين عوضا عن خلفية تحمل شعار الجمهورية مثلا مع بروز أنسب للعلم الوطني)
** الصورة المقرّبة له ساعدته ربما على القراءة من الشاشة التي أمامه autu cue لكنها حجبت عنا تفاعلية أعلى الجسم و خاصة اليدين اللتين كان من الممكن أن تساعدنا على تحقيق الأثر بالحركة المدروسة و الإشارة ذات المعنى.
** بكلمة لم تتجاوز 9د، لم يستفد مرحبا الرجل من هامش الوقت المتاح له (بين 15 و 20 دقيقة) لشحن كلمته بقوة تواصلية لفظية و غير لفظية لبناء جسر تقارب شعوري مع الجمهور في توقيت ذروة مشاهدة.
قناعتنا أن مهارة التواصل تمثل العمود الفقري من سلم مهارات القيادة.
و عليه ننتظر من رئيس الحكومة المكلف أداء اتصاليا أكثر قوة مستقبلا و تدرّبا مكثفا على ذلك.
كما نتوقع من فريقه الاستشاري نجاعة إعداد أعلى.
الشاهد مثلا بدأ ضعيفا لكنه أحسن التعلّم و تفوّق في أدائه الاتصالي شكلا لحد المبالغة في بعض المواقف”.
Comments