من الدوحة الى الرياض .. التصدع الخليجي مستمر
كتب: منذر بالضيافي
في رده على دعوة الرئيس الإيطالي سيرجيو، إلى حل الأزمة الخليجية عن طريق الحوار، رأى أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، أن الحل الوحيد لأزمة بلاده مع جاراتها يكمن في “احترام سيادة كل دولة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.
ولفت أمير قطر في هذا السياق إلى أن هذا الموقف ذاته تبنته بلاده ولا تزال من “الحصار الذي فرض عليها من دون مبرر”، مشددا على أن “الحوار مع دول الحصار في ضوء المبادئ المستقرة للعلاقات بين الدول، وفِي مقدمتها احترام سيادة كل دولة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، هو السبيل الوحيد لحل الأزمة”.
و كان الرئيس الإيطالي عبّر في كلمته عن تمنياته أن يتم حل الأزمة الخليجية “عبر حل دبلوماسي قائم على التفاهم المتبادل، بما يساهم في استقرار وأمن المنطقة”..
في زيارة لي للدوحة، بعد شهرين من اعلان الأزمة الخليجية، وفرض الحصار على قطر من قبل جيرانها الخليجيين، وخلال أربعة أيام قضيتها أربعة في الدوحة، و منذ حطت قدماي بمطار “حمد الدولي”، لاحظت وقع ما حصل وأن تداعياته في المستقبل، صعب تجاوزها بما يعني أنها ستخلف تصدعا يصعب تجاوزه برغم خصوصية الروابط الأسرية والثقافية للمنطقة.
أقدر أن الشرخ الذي حصل بين قطر من جهة ودول الامارات والسعودية والبحرين ومصر من جهة ثانية، والذي وصل حد “فك الارتباط ” بين الطرفين، وان اختلفت التسميات فهي “مقاطعة” بالنسبة للسعودية ومن معها، و”حصار” بالنسبة لقطر وحلفائها.
على الأرض تبين لي حجم ضرر ما وقع، تبين لي ذلك بوضوح ذلك، من خلال أول من التقيتهم، من قطريين ومن أجانب على حد السواء، في قاعات وفضاءات المطار قبل الشارع والأسواق والساحات.
تبين لي عمق التصدع في البيت الخليجي، بكل وضوح خصوصا وأنني قد غادرت الدوحة أيام قليلة قبل اندلاع “الأزمة”، وبالتالي فان المقارنة بين ما قبل وما بعد “الحصار” أو “المقاطعة” كانت واضحة بل في ذهني.
التي كانت ماثلة أيضا في الواقع الخليجي، لاحظت ذلك أمام أعيني في مدينة الدوحة، فضلا على أن ما حصل – الأزمة وما نتج عنها من مقاطعة أو حصار – تبينت جيدا تأثيراته النفسية والمجتمعية والسياسية، خصوصا وأنني قمت بزيارة خليجية قبل أيام قليلة للمنطقة، قبل الذي حصل في الخيمة الخليجية، زيارة حملتني حينها لدولتي الامارات و قطر.
دخلت الأزمة الخليجية عامها الثاني، وليس هناك ما يشير لا في السر ولا في العلن على ما يشير إلى احتمالات – حتى ولو كانت ضعيفة – لحلحلة الأزمة، باستثناء حديث كويتي عن حضور كل العواصم في القمة الخليجية المقبلة، التي ستعقد في ديسمبر القادم في الرياض.
وفي الأثناء لا تبدي الدوحة أي امتثال لبعض أو جميع المطالب الـ 13 التي تقدمت بها دول المقاطعة كشرط لإنهاء الأزمة . كما يرى المتابعين للصراع الخليجي – الخليجي ” أن طرفي الأزمة قد تأقلما على مجرياتها ولم تعد تأخذ أولوية سياساتهما الخارجية.”. وأن الولايات المتحدة التي لها “تأثير” على الطرفين، لم تظهر أي “جدية واضحة في حل الأزمة الخليجية مع امتلاكها ما يكفي من أوراق الضغط على طرفي الأزمة”.
Comments