من هو العالم المغربي الذي اختاره ترامب لتطوير لقاح ضد كورونا ؟
التونسيون- وكالات
ويأتي تكليف السلاوي بعد أسبوعين من إعلان الرئيس ترمب تسريع إنتاج لقاح مضاد لكوفيد-19 وتنظيم خطط توزيعه.
وسيساعد السلاوي في تنسيق العمل من أجل تطوير لقاحات وعلاجات لكورونا، في إطار جهد مشترك بين قطاعات عدة.
وتم تعيين السلاوي خلفا للطبيب “ريك برايت”، الذي كان مكلفا بالبحث عن لقاح ضد كورونا قبل أن يعزله ترمب في أفريل الماضي عقب معارضته استخدام دواء “الهيدروكسي كلوروكين” في علاج مرضى كورونا.
وفي وقت سابق، دعا ترمب إلى الإسراع بطرح لقاح في السوق هذه السنة، في إطار عمل لجنة تهدف وفق وسائل إعلام أمريكية، إلى توفير 100 مليون جرعة من اللقاح بحلول نوفمبر المقبل، و200 مليون في ديسمبر و300 مليون بحلول جانفي 2021.
من هو السلاوي؟
والسلاوي، 61 عاما، حاصل على دكتوراه في علم الأحياء الجزيئي والمناعة من جامعة “ليبر دو بروكسل” ببلجيكا، ودكتوراة في الطب بجامعة هارفارد ومثلها بجامعة تافتس، وعمل في السابق رئيسا لقسم اللقاحات في شركة “غلاسكو سميث كلاين”.
وساهم السلاوي، المولود في مدينة أغادير وسط المغرب، في تطوير لقاحات للوقاية من التهابات المعدة والأمعاء وسرطان عنق الرحم والملاريا والإيبولا.
وغادر السلاوي المغرب إلى فرنسا لدراسة الطب بعد حصوله على شهادة البكالوريا (الثانوية) في مدينة الدار البيضاء شمال البلاد. غير أنه انتقل سريعا لبلجيكا لدراسة البيولوجيا الجزئية، وحصل هناك على الدكتوراة وتزوج زميلة له في نفس الجامعة متخصصة في علم الأعصاب، اكتشفت لقاحا ضد فيروس ظهر في الثمانينيات كان يهاجم الأبقار شبيه بفيروس نقص المناعة لدى البشر.
وبعد 27 عاما قضاها أستاذا جامعيا في بلجيكا، غادر وزوجته نحو الولايات المتحدة ليصبح أستاذا في جامعة هارفارد ببوسطن.
وشغل السلاوي عدة مناصب في شركات رائدة في مجال صناعة اللقاحات والأدوية، بينها: مسؤول قسم البحث والتطوير ثم رئيسا لقسم اللقاحات في شركة “غلاسكو سميث كلاين”.
كما أشرف على تطوير 24 لقاحا جديدا لفيروسات جد متطورة بين العامين 2011 و2016، والتي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بشكل رسمي.
وساهم بشراكة مع شركة “فيرلي” المتخصصة في علم الحياة (متفرعة عن غوغل) في مشروع صنع أنظمة الكترونية صغيرة قابلة للزرع، تستخدم لتصحيح النبضات العصبية الشاذة وغير المنتظمة.
لكن في ظل الحرب ضد كورونا، انخرط السلاوي بارتباطات مهنية مع العديد من شركات الأدوية، مثل “غلاكسو سميث كلاين”، التي تعمل على تطوير لقاح مع شركة “سانوفي”، كما أنه عضو في مجلس إدارة شركة “موديرنا”، وهي واحدة من أولى الشركات التي قامت بإجراء تجارب سريرية لأحد اللقاحات.
ومع تكليفه الجديد من ترمب، سيخوض السلاوي المعركة الأصعب في مساره العلمي الحافل، وهي الوصول إلى لقاح فعال ضد كورونا.
وفي أفريل الماضي، قال السلاوي في برنامج على القناة الثانية المغربية إن “هناك 800 دراسة سريرية تجرى في العالم من أجل تحديد كل الخصائص التي تتعلق بفيروس كورونا المستجد والعمل على تطويقه، حتى يتأتى توفير دواء يمكن من تقليصه والحد من استنساخه وتكاثره”، مشيرا إلى أن “هناك أكثر من 30 لقاحا في طور التجريب، وأن لقاحين انتقلا من مرحلة التجريب الحيواني إلى مرحلة الدراسة السريرية على الإنسان”.
وأوضح السلاوي أنه سيتم العمل في المرحلة الثانية على “الحيلولة دون أن تؤدي مناعة جسم المريض إلى الرفع من معدلات مضادات الأجسام وأن تظل في المستوى المطلوب”.
وأضاف أن من الممكن أن يتوفر لقاح ضد الفيروس خلال السنة الجارية ومطلع سنة 2021.
ويرى السلاوي أن “نقطة ضوء كورونا أن فيروسات الحمض النووي الريبوزي التي تخصه لم تتغير، خلافا لما يقع بخصوص فيروس الأنفلونزا الذي يتغير كل سنة، لذلك يمكن محاصرته إذا ما ظل الوضع على هذه الحال”.
Comments