من ينقذ غزة … كورونا داخل الحصار
بسام عوده
منذ الإعلان عن دخول كورونا الى غزة، من خلال اعلان رسمي من قبل وزارة الصحة وذلك يوم الأحد عن حالتي الإصابة، انفجر رعب داخل سكان القطاع المكتظ بالسكان علاوة عن ضعف الإمكانيات والفقر المتجدد في كل الأحوال في الصحة والمرض ، فلا احد يتصور ماذا سيحدث؟
هذا ما أشار اليه منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في فلسطين، جيمي ماكغولدريك بأن وصول فيروس كورونا إلى قطاع غزة “قد يكون مخيفا نتيجة الاكتظاظ السكاني ومحدودية النظام الصحي.
وقال ماكغولدريك في حوار نشره الموقع الإخباري الرسمي للأمم المتحدة، قبل ساعات من الإعلان عن أول حالتي إصابة، “إننا قلقون حاليا فيما يتعلق بغزة، إنها منطقة معقدة، بسبب الحصار الطويل الأمد والقيود المفروضة التي تصعّب الأمور”.
غزة التي تعد 2 مليون نسمه في اصغر رقعة على الكون ، اكتظاظ وحصار من كل الجهات العدو والصديق ، الإحصائيات تشير ان مجموع الأسرة 40 سرير وشح أدوات الوقاية ، وتقول طواقم المستشفى العسكري الاردني في غزة ان الخدمات الطبية والعلاجات المجانية على مدار الساعة خلال الأسبوعين تصل إلى ما يقارب (9 )الاف مراجع ، في الأوضاع العادية .
نحن نتساءل إذا تفشت العدوى كيف سيكون التعامل مع الأعداد الهائلة في ظل الوضع المؤلم و العالم اليوم كله مسكون برائحة الموت وعلى وجه الخصوص الدول المتقدمة ، كيف إذا تعلق الأمر بالمأساة هناك ، من سينقذ ابناء العمومة شركاء الدم والجنس؟
نحن امام مشهد تراجيدي يدمي القلب ، هل فكرنا كيف سيتم انقاذهم وهم محاصرون في وضح النهار ، بعيدا عن الانتهاكات الاسرائيلية في كل الحالات بقصف الأحياء وقتل الأبرياء؟
ما هو قادم على الأرجح سيكون موجعا ومحزنا ومخزيا، كيف تتعامل الدول العربية الغارقة بوحل الخطابات والشعارات ، وإلا سينطبق علينا قول المثل ( عاش من عاش ومات من مات .
وتستغيث غزة كما تعودنا في كل مآسيها وظلمات ليلها ووضوح نهارها ، وستبدأ الحسابات السياسية والأيديولوجية ويطول المشوار ويدفع الثمن عامة الشعب ، من الأبرياء وتولد مأساة جديدة، وانقسام آخر في محيط الرقعة الأرضية الصغيرة والأكثر كثافة، وسيعاقب القطاع هذه المرة بالوباء.
Comments