الجديد

مهدي جمعة في صعود .. و يعطي معنى للحوار السياسي

علاء حافظي
لم تخلف “الانزلاقات ” و “السقطات ” السياسية و الاتصالية التي اثثت الاسبوع الاولى من الحملة الانتخابية الا شعورا عاما بالإحباط، و الخوف على مستقبل التجربة الديمقراطية التونسية، بعد ان غابت الرؤى و التصورات، و طغت عمليات “نشر الغسيل ،” التي نفرت قطاعات واسعة من الشباب من الاهتمام بالشأن العام .
في هذا المناخ الباعث على الاحباط، جاء ظهور مهدي جمعة التلفزي الأخير  في برنامج “ساكن قرطاج ” الذي ينشطه بوبكر بن عكاشة و تبثه قناة “التاسعة “، اذ توفق مهدي جمعة في رد الاعتبار بسرعة لصورة السياسي، التي اخذ ت عملية الجذب نحو الاسفل تخنقها تدريجبا .
لا شك ان صورة السياسي لا يمكن ان تسترد بريقها الا اذا احترمت اخلاقيات العمل السياسي التي تقوم على جملة من الاسس من اهمها احترام الاختلاف و ايضا احترام القانون وفي هذه النقطة كان مهدي جمعة واضحا في تأكيد تمسكه باحترام القانون حتى و ان كان من دعاة تغييره و من المؤمنين بان الديمقراطية تقوم على الحوار و ان المختلفين في الراي ليسوا اعداء و هو ما يعني تقديس الحوار و التفاعل بين الفرقاء السياسيين مهما تباينت بينهم السبل .
و قد اكدت مجريات الحوار الذي بثته قناة “التاسعة ” ان مهدي جمعة قد استفاد من الحوارات التي يعقدها مع منشطي المشهد السياسي اذ كان اكثر وضوحا في تقديم افكاره و في تعليل خلفياتها .
كما  تخلى مهدي جمعة عن “التحفظ” و “التردد” و انتقد بوضوح تدهور اخلاقيات العمل السياسي و الفساد و قدم اضافة هامة من خلال الانفتاح في المقارنة و في الاعداد لتونس المستقبل على تجارب ناجحة نادرا ما يتوقف عندها السياسيون كالتجربة الكورية الجنوبية.
و مما يلفت الانتباه في اداء مهدي جمعة هو انه لم يكرر في حواره ما سبق ان قاله في مشاركات اعلامية اخرى و هو الذي حضر على امتداد هذا الاسبوع في عدد من الاذاعات و التلفزات.
في حين اغلب المترشحين كرروا انفسهم الى الحد الذي اصبح بالإمكان استباق محتوى كلامهم و في ذلك دليل على انكباب الرجل على البحث و حرصه على ابراز قدرته على التجدد .
و من الناحية الاتصالية فان في الابتعاد عن التشنج و تجنب الخصومات الوهمية و اعتماد نبرة هادئة هو الى جانب انه دليل نضج فانه ايضا اشارة الى التمكن من الملفات و الى دعوة التونسيين و التونسيات للأمل و العمل.
 

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP