مهرجان قرطاج الدولي 2022: سهرة خاصة بتكريم الأغنية التونسية وأعلامها
التونسيون- (وات) –
عاد المايسترو عبد الرحمان العيادي والمجموعة الموسيقية المصاحبة له، بذاكرة جمهور قرطاج لاستحضار الأغاني التونسية التراثية وثلة من أعلامها ورموزها من المطربين والشعراء والملحنين. وحملت سهرة الليلة الماضية، ضمن الدورة 56 لمهرجان قرطاج الدولي، عنوان “أنغام في الذاكرة” وحضرتها وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي وجمهور من مختلف الشرائح العمرية.
سهرة “أنغام في الذاكرة” هي تقليد جديد أرادت الهيئة المديرة لمهرجان قرطاج الدولي ترسيخه في هذه التظاهرة الدولية، من خلال تخصيص سهرة لتكريم الأغنية التونسية وأعلامها من الذين يحوزون على إرث موسيقي مهم، وساهموا في الترويج للأغنية التونسية، حيث يتم تسليط الضوء، خلال كل دورة، على مغن وشاعر وملحن وموسيقي تونسي.
وتولت وزيرة الشؤون الثقافية، في بداية الحفل، تكريم الملحن وعازف الكمنجة بشير السالمي والفنانة سلاف التي أبت إلا أن تغني على الركح “إذا تشوفوه” وردّدها معها الجمهور الحاضر وحيّاها بحرارة. وتمّ أيضا تكريم الموسيقار محمد رضا الذي يحمل في رصيده الموسيقي ما يناهز 500 أغنية، وكذلك الشاعر أحمد الزاوية الذي كتب أكثر من 600 أغنية.
أما الحفل الغنائي فأمنته مجموعة موسيقية بقيادة الملحن والمؤلف الموسيقي عبد الرحمان العيادي، وبمصاحبة غنائية لفنانين ينتمون إلى ثلاثة أجيال هم نور الدين الباجي وألفة بن رمضان وأسماء بن أحمد وشكري عمر وسليم دمق وأحمد الرباعي وملكة الشارني.
واستمع الحاضرون إلى حوالي 17 مقطوعة غنائية، استهلت بمعزوفة “قرطاج 56” من تأليف عبد الرحمان العيادي، وذلك احتفالا بعودة هذه التظاهرة إلى نشاطها بعد توقفها لسنتين.
واعتلى الفنان سليم دمق ركح المسرح الروماني مؤديا أغنيته الشهيرة “تعالي” للمؤلف جعفر ماجد وألحان محمد رضا. وغنى أيضا “ما نحبش فضة وذهب” وهي من تأليف محمد اللجمي وألحان محمد رضا وأدتها المطربة الراحلة عليّة. وغنّت الفنانة ألفة بن رمضان للمطربة سلاف “لا يا سيدي” وهي من تأليف الهادي بسباس وألحان محمد رضا، كما أدت لها أغنية “حليلي” تأليف رضا الخويني وألحان عبد العزيز بن عبد الله.
وتواصل ترديد الأغاني التونسية الخالدة على المسرح الروماني بقرطاج، حيث علا صوت شكري عمر صادحا بأغنيتيْ “بين الخمايل” و”ياسمين وفل” وهما للفنان الكبير الراحل يوسف التميمي وتأليف أحمد الزاوية وألحان الشاذلي أنور. واستمع الجمهور بصوت الفنانة أسماء بن أحمد إلى أغنية “ريدي الغالي” للفنانة سلاف وتأليف أحمد حريري وألحان محمد الجزيري. وغنت للفنان صابر الرباعي “لاقيتها خزرتلي” وهي من تأليف حسين محنوش وألحان محمد رضا. كما كرمت أيضا الفنانة الفقيدة ذكرى محمد بأغنية “وحياتي عندك”.
وتواصلت سهرة “أنغام في الذكرة” عائدة بعشاق الأغنية التونسية إلى الزمن الجميل بصوت أحد فناني الجيل الجديد أحمد الرباعي الذي غنى للفنانة سلاف “معنى الجمال هو أنت” تأليف حمادي الباجي وألحان محمد رضا. وأدى أحمد الرباعي لزهيرة سالم “انت حبيب العمر” وهي أغنية من تأليف عبد اللطيف الجوادي وألحان محمد رضا. وللفنانة سلاف، غنت ملكة الشارني “ما تفكر ناس” تأليف هادي السباعي وألحان محمد رضا و”والله مانا تايبة” تأليف ميشال طعمة وألحان سهيل عرفة.
وأسدل الستار على هذه السهرة التونسية مع الفنان المطرب نور الدين الباجي الذي أدى ليوسف التميمي أغنية “أعمل معروف يا سلمى” تأليف أحمد الزاوية وألحان هاشمي بن صالح. كما غنى نور الدين الباجي للفنان الشعبي الهادي حبوبة “ليلة والمزود خدام”.
وتحدث المايسترو عبد الرحمان العيادي للصحفيين، في ندوة صحفية انتظمت مباشرة بعد العرض، عن ثراء الخزينة التونسية بموروث موسيقي هام، لا بد من التعريف به لجمهور الجيل الحالي والأجيال اللاحقة. وأكد على أهمية التصالح مع الهوية الوطنية وإعادة الروح للموسيقى التونسية، مبينا أنه اختار الأصوات المشاركة في هذا الحفل بعناية إيمانا منه بقدرتهم على تنفيذ فكرة العرض فضلا عن امتلاكهم لطاقات صوتية كبرى.
Comments