نبيل القروي يدعو للتضامن والوحدة الوطنية في مواجهة الكورونا
تونس- التونسيون
ضاعف الحضور الباهت لرموز الطبقة السياسية من حدة وقع الكورونا على المواطنين خاصة . كما غاب حضور الأحزاب السياسية التي لابد أن تعي قياداتها أن الاحزاب إلى جانب دورها في التنافس على السلطة، و مواقع اتخاذ القرار لها أيضا دورا تأطيريا ، ما دامت تستند إلى قيم و مبادئ تسعى لنشرها، و تحويلها إلى سلوك يومي لدى أوسع الفئات.
على خلاف السائد لا حظنا أن نبيل القروي رئيس حزب قلب تونس قد كسر من خلال ظهوره ليلة أمس في قناة “نسمة ” هذا الصمت ، و تعمد أن يقتصر ظهوره على الحديث عن الكورونا، رغم أنه معني كرئيس حزب قلب تونس بملفات و قضايا أخرى، تتصل بتقييم أداء الحكومة و بقية المؤسسات وكذلك بالحياة الداخلية لحزبه.
هذا التركيز على الوباء فيه رسالة بضرورة التمسك بالوحدة و ترك المسائل الخلافية جانبا حتى تنتصر تونس على الكورونا، و هو ما عبر عنه نبيل القروي بوضوح، حين أعتبر أنه يضع نفسه و الحزب تحت ذمة الحكومة ، و أنه ينخرط في كل الاجراءات، و حتى إذا ما تأكدت ضرورة إعادة النظر في بعض الإجراءات، فإن ذلك يتم دون الوقوع في التجاذبات و المناكفات السياسية.
اتصاليا و سياسيا ظهور نبيل القروي كان أكثر قدرة على التوجه للمواطنين الذين خاطبهم بلغة قريبة منهم إذ أشار إلى أنه يعيش “هاجس و كابوس ” التفكير في الحفاظ على “الزوالي و سكان الأرياف المعزولين ” لأن “الأزمة تضرب أكثر الزوالي ” في تناغم مع مشروع وخطاب الحزب في الدفاع عن الفئات الصعيفة والمهمشة.
كما قدم القروي الوصفة التي يتعين على التونسيين اتباعها في هذا الظرف و التي تقوم على نبذ الأنانية و التضامن و اقتسام ما هو متوفر، مؤكدا على الدور المحوري للإعلام في التأطير و نشر الوعي، بعيدا عن الهلع و دون التخلي عن الانضباط.
من المهم أن ينسج قادة الأحزاب و صناع الرأي على هذا المنوال من خلال التركيز في هذا الظرف على محاربة الكورونا و على العمل الميداني لأن المواطن في أشد الحاجة إلى من يشعره بأنه قريب منه.
Comments