نداء تونس ….والفرصة الأخيرة !
كتب: نبيل البدوي
على الأرجح سيعقد “نداء تونس” مؤتمره في بداية شهر مارس القادم ، وسيكون هـذا المؤتمر محددا لمستقبل الحزب الذي حقٌق التوازن السياسي في وقت قصير لم يتجاوز العامين ( تأسٌس في 16 جوان 2012 ) وفاز بالمرتبة الاولى في الانتخابات التشريعية وفاز برئاسة الجمهورية في شخص مؤسسه الباجي قائد السبسي بعد منافسة شرسة مع مرشّح قواعد حركة النهضة منصف المرزوقي.
هذا الفوز والنجاح الاستثنائي لم يدم طويلا إذ بمجرٌد صعوده للحكم بدأت الانسحابات والاستقالات حتى أصبح هذا الحزب وكأنٌه شبح، إذ لم يعد له حضور يذكر وتقهقرت كتلته في مجلس نوٌاب الشعب الى المرتبة الثالثة بأقل من خمسين عضوا، وخرجت من رحمه أحزاب أخرى وهي المستقبل بزعامة الطاهر بن حسين ومشروع تونس بزعامة محسن مرزوق وبني وطني بزعامة سعيد العايدي و تونس أولا بزعامة الناصر شويخ قبل أن يندمج مع حزب البديل التونسي الذي أسٌسه مهدي جمعة ، وبذلك فقد الحزب تأثيره في الشارع التونسي وحضوره السياسي.
السؤال اليوم: كيف سيكون المؤتمر القادم ؟
رغم التراجع المذهل وغير المسبوق في تاريخ الأحزاب السياسية في العالم تحاول القيادة الحالية اعداد مؤتمر يكون بمثابة الولادة الجديدة للحزب والتأسيس الحقيقي، وعلم موقع “التونسيون” في هذا الصدد أنٌه سيتم اعتماد بطاقتي انخراط سنتي 2018 و2019 وقد أنطلق توزيع الانخراطات، في مخالف جهات البلاد تحت أشراف لجنة إعداد المؤتمر التي يرأسها رضا شرف الدين وسيتم اختيار المؤتمرين بنسبة خمسين بالمائة للذين يتحملون مسؤوليات وطنية وجهوية ومحلية في الحزب والنصف للترشحات الحرة .
لكن يبدو ان هناك مسارين في الحزب الآن حسب تسريبات وصلت “التونسيون”، فهناك من يراهن على أن يكون المؤتمر ديمقراطيا ووفيا لروح التأسيس ومفتوحا للقوى الدمقراطية والتقدمية دون أقصاء حتى يستعيد الحزب فعاليته في الشارع التونسي ويستعيد زخمه الشعبي من أجل تحقيق التوازن السياسي، وهناك مسار ثان يعمل أصحابه على أن يكون مؤتمر الحزب على المقاس للحفاظ على مواقعهم في الانتخابات القادمة ، وبالتالي التدخٌل في توجيه المؤتمرين في الجهات لاختيار أسماء بعينها، وبالتالي سيكون المؤتمر – ان تم بهذه الصيغة – هو النهاية لهذا الحزب الذي حلم جزءا كبيرا من الفاعلين السياسيين وحتى التونسيين العاديين في أن يكون حزبا حاميا لقيم الجمهورية وأرث دولة الاستقلال والنمط المجتمعي التونسي .
حسب المعطيات المتوفٌرة لدينا فإن تدخل رئيس الجمهورية والرئيس الشرفي للحزب سيكون حاسما في ترجيح أحد الخيارين من أجل انقاذ نداء تونس في ربع ساعة الأخير فأما أن يكون المؤتمر اعلان وفاة لحزب الرئيس أو يكون بداية حياة جديدة فماذا سيختار الرئيس ؟
Comments