نقاش // آمنة الجبلاوي: كيف يكون المسلم فخورا بإسلامه و محترما لقيم الجمهورية؟
منذ سنتين والرئيس الفرنسي ماكرون يؤجل موعد الحديث عن هيكلة الإسلام في فرنسا، حتى قدم مشروع القانون عن العلمانية والحريات الذي سيعرض قريبا على مجلس الوزراء.
تحدث ماكرون عن الانعزالية، مطالبا بأن يكون الدين الإسلامي شريكا للجمهورية. كما قال إن الإسلام يعيش أزمة في أكثر من مكان في العالم، وأعلن عن نهاية الاستعانة بالأئمة من الخارج.
إلا أن الأزهر انتقد هذه التصريحات واعتبرها عنصرية وتدعم خطاب الكراهية. فما الذي أزعج الأزهر؟
ضمن برنامج “نقاش” الذي يعده الاعلامي التونسي توفيق مجيد على قناة “فرانس 24” استضاف فيه عدد من الباحثين المختصين وهم: صلاح نيوف باحث في العلوم السياسية ، وآمنة الجبلاوي أستاذة الحضارة العربية والإسلامية و مديرة المعهد الدولي للإنماء الإنساني، ونظير عياد رئيس مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.
في ما يلي نورد تدخل الباحثة آمنة الجبلاوي:
استهلت الجبلاوي بتوجيه سؤال إلى الأستاذ نظير عياد يتعلق بمعرفة ما هي الجهود الحالية التي يقوم بها الأزهر في إعتماد حوار حضاري و نحن نعلم أن الحوار قد يكون قائما مع الأديان الأخرى. هل هناك ترتيبات واضحة ؟
الأزهر يقوم بجهود هامة في تدريس الشباب من كافة أصقاع العالم الإسلامي و لكن هناك أفول الحوار في السنوات الأخيرة.
لا أعتقد أن تصريحات ماكرون عنصرية إذ يجب تنزيل الخطاب في إطار الداخل الفرنسي و يهم مسلمي فرنسا فقط الذين يمثلون 13 بالمائة من الشعب الفرنسي و القول أن خطاب ماكرون خدش مشاعر ملياري مسلم فيه مبالغة و خطاب ماكرون.
وهو خطاب كان منتظرا من اليمين الفرنسي و قد يكون في إطار الإستعداد للاستحقاقات الإنتخابية و ما لا يبدو فيه مقبولا هو الوسم السلبي للمسلمين و هناك فعليا مسائل إشكالية في علاقة المسلمين في فرنسا بالأمن و البلديات و الجمعيات في حقيقة هناك مجاميع إسلامية عديدة ليس الأزهر إلا أحدها و أعتقد أن رد فعل الأزهر على خطاب ماكرون يمثل سيرا على نفس المنهج القديم و هو إنكار الإشكاليات و رفض الإعتراف بها.
وبالنسبة للجبلاوي فان “هناك اليوم و أكثر من أي وقت مضى مشكل يعيشه المسلمون و الإشكالية جدية إذ ليس من السهل التفريق بين الإسلام و المسلمين في ما يتعلق بعدة سلوكات. تكفي الإشارة إلى أن فرنسا عانت ككل العالم من الإرهاب. هناك إشكاليات جدية حقيقية و هو ما يفرض التخلي عن ثقافة الإنكار و الكسل الفكري و التخاذل عن العمل مع الشباب. كيف نحسم إشكالية وجود مسلمين في دول تقوم على الحرية و ضرورة تأقلمهم مع هذا المناخ.
هناك بعض المؤسسات و بعضها مسجدي وجدت بها أسلحة و هجومات إرهابية قام بها مسلمون آخرها الهجوم بالسكاكين على شارلي هبدو. لا يمكن إنكار أزمة الإسلام مع الحداثة هناك معادلة لا بد من التوفيق بين مكوناتها و هي كيف يكون المسلم فخورا بإسلامه و محترما لقيم الجمهورية.
هناك في خطاب ماكرون اعتبارات جيو سياسية في علاقة بصراع النفوذ و التنافس مع بعض القوى الإقليمية في شرق المتوسط و لكن أعتقد أن خطاب الرئيس الفرنسي هو في علاقة مع الإشكاليات التي يعيشها المجتمع الفرنسي في صلة بالإسلام.
هناك على سبيل الذكر مشكلة الأحياء التي تعيش بها مجموعات إسلامية لها حقوقها و لكن المجتمع الفرنسي له قوانينه. و الرهان هو كيف نجد التوازن بين أن يكون لهؤلاء المسلمين حرية المعتقد و ممارسة الشعائر و أيضا أن نلزمهم باحترام قيم الجمهورية….
و هناك أمثلة يومية عن إنقطاع مسار التدريس لدى الأطفال و هذا يمكن أن يجعل هؤلاء يبتعدون عن اللحمة الاجتماعية الفرنسية و حديث الرئيس ماكرون عن الانعزالية و الانفصالية هو حديث عن علاقة بالتربية و هي مسألة مفصلية في الخطاب و أدعو الأزهر إلى مزيد الإستماع إلى هذا الخطاب و إلى الكف عن إنكار أن هناك مشكل لأن المشكل موجود فعليا.
Comments