الجديد

هل تحسم الجمعيات الرياضية الانتخابات ؟

هشام الحاجي
لم يمر ظهور الفة التراس يوم امس في اجتماع ل “النادي البنزرتي ” مرور الكرام اذ انقسم حوله انصار الجمعية بين من يعتبر الحضور محكوما بالانتماء للجمعية و الرغبة في دعمها و من ينزله في سياق استقطاب ناخبين محتملين لمجموعة “عيش تونسي”.
لا يمكن بكل تأكيد عزل سلوك الفة التراس عن تقليد متجذر في الحياة السياسية التونسية و يتمثل في الصلات الوثيقة بين الحقلين الرياضي و السياسي و هي صلات تعود الى مرحلة النضال ضد الاستعمار الفرنسي و لكنها تواصلت اثر الاستقلال في ظل ما يمكن اعتباره “دولنة الرياضة ” و اخضاعها لإرادة دولة الاستقلال.
و قد كانت السلطة السياسية حريصة منذ 1956 الى 2011 على مراقبة الحقل الرياضي و على ان يتولى الاشراف على الجمعيات الرياضية اشخاص لا يتطرق الشك الى ولائهم للنظام السياسي. و قد تغير الوضع بكل تأكيد بعد 14 جانفي 2011 و اصبح تولي سليم الرياحي الباحث عن دور سياسي رئاسة النادي الافريقي اكبر نموذج لنوع جديد من “التوظيف الحر” و البعيد عن التدخل السلطوي للرياضة لتحقيق اهداف سياسية.
لا شك ان اقتراب الانتخابات التشريعية و الرئاسية يعيد الى السطح الحديث عن امكانية توظيف ممكن للجمعيات الرياضية كخزان انتخابي . و اذا كان من الصعب توجيه احباء الجمعيات الرياضية خاصة الكبرى منها الى “تعليمات دقيقة بالتصويت ” لان انصارها يتوزعون سياسيا و ايديولوجيا على كل الاحزاب و التيارات فان ما توفره من شبكة علاقات و من امتداد في مختلف الشرائح يجعلها ورقة هامة لا يهملها قادة الاحزاب عند وضع “ماكيناتهم الانتخابية “.
و اذا ما قمنا بجرد اولي سنجد ان اغلب الجمعيات الرياضية ستجد نفسها محل “طلب ود ” من اهم الاحزاب السياسية خاصة و ان بعض القيادات السياسية لا تخفي انتماءها الرياضي . ذلك ان رئيس حركة “تحيا تونس” هو من الاحباء المعروفين للنادي الافريقي شانه شان رفيق دربه سليم العزابي الذي يبقى والده رضا العزابي من اهم رموز الجمعية علاوة على كمال ايدير احد الرؤساء السابقين للقلعة الحمراء و البيضاء.
و لا ننسي عند الحديث عن “تحيا تونس” تمكن وليد جلاد من قيادة المستقبل الشعبي بسليمان الى الرابطة المحترفة الاولى و وجود حسين جنيح و زياد الجزيري كرمزين من رموز النجم الرياضي الساحلي و منصف السلامي احد اهم داعمي النادي الصفاقسي .
اما من الترجي الرياضي فقد التحق ب”تحيا تونس” رياض بنور و العلاقة بين يوسف الشاهد و حمدي المدب جيدة .هذا دون ان ننسى حامد المغربي العضو الجامعي الناشط و منجي لسود رئيس الاتحاد الرياضي ببن قردان.
اما حركة “نداء تونس” فان ممثلها القانوني حافظ قائد السبسي قد كان لسنوات عضوا فاعلا في الهيئة المديرة للترجي الرياضي و تولى امينها العام علي الحفصي رئاسة الجامعة التونسية لكرة القدم على امتداد سنوات علاوة على التحاق رئيس جمعية نادي حمام الانف المتخلي فاضل بن حمزة بصفوفها و يعتبر رئيس النادي الرياضي الصفاقسي منصف خماخم من اطاراتها.
حركة النهضة تعتمد في اقامة الصلة بعالم الرياضة على عادل الدعداع الذي تراس النادي الرياضي بحمام الانف و الرابطة الوطنية لكرة القدم و قد استطاع احد المقربين منها و هو محمد المومني  ان يكون رئيسا للشبيبة القيروانية .
و لا يخفي عبد اللطيف المكي و سمير ديلو و علي العريض حبهم للنادي الافريقي في حين يعتبر لطفي زيتون من احباء الترجي الرياضي و يعتبر العجمي الوريمي من احباء النجم الساحلي و الفاعلين في محيط جماهيره .
الحديث عن النجم الساحلي يحيل الى الحزب الجديد “قلب تونس ” الذي يضم في قيادته رئيس النجم الساحلي رضا شرف الدين و عبد العزيز بلخوجة نجل حسان بلخوجة الذي تراس الترجي الرياضي و الذي يحتفظ بشبكة علاقات هامة في محيط الاحمر و الاصفر هذا دون ان ننسى ان رئيس الحزب نبيل القروي هو من احباء النادي الافريقي المعروفين و الفاعلين .
 

هشام الحاجي [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP