هل تكون تونس بوابة التدخل الأميركي في ليبيا؟
“هل تكون تونس بوابة التدخل الأميركي في ليبيا؟”، للاشارة فان “السلطات التونسية تلتزم الصمت تجاه الحديث عن تمركز قوات أميركية على أراضيها لتسهيل عملية التدخل في ليبيا”.
تونس- التونسيون
بحث الرئيس التونسي قيس سعيد، الأربعاء، مع الجنرال سيتفن تونساند قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا “أفريكوم”، تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في شتي المجالات ولاسيما في المجال العسكري وفي مجال مكافحة الإرهاب.
وقالت الرئاسة التونسية إن لقاء الرئيس سعيد مع قائد أفريكوم جرى بحضور وزير الدفاع التونسي إبراهيم البرتاجي.
وصرح الجنرال سيتفن تونساند عقب اللقاء مع الرئيس التونسي ووزير الدفاع بأن اللقاء “كان اجتماعا جيدا تناول فيه سبل دعم الشراكة بين بلدينا”.
وجاء اللقاء بعد أيام قليلة من عملية إرهابية في مدينة سوسة الساحلية تسببت في مقتل رجل أمن ومنفذي الهجوم. وتسعى تونس إلى تعزيز قدراتها الأمنية والعسكرية في مواجهة الإرهاب، خاصة على طول الحدود مع الجار الليبي.
وكانت قيادة أفريكوم تحدثت في مايو الماضي عن إمكانية “نشر قوات” لمواجهة القلق الأمني المشترك بين تونس والولايات المتحدة.
وقال قائد قيادة أفريكوم في اتصال هاتفي مع وزير الدفاع التونسي السابق عماد الحزقي إنه يدرس مع تونس “طرقا جديدة لمواجهة القلق الأمني المشترك ويشمل ذلك استخدام لواءنا للمساعدة الأمنية”.
ورأى مراقبون حينها في تلك الخطوة على أنها قد تفتح الباب أمام تحريك قوات أميركية من تونس باتجاه ليبيا.
وفي تقرير لصحيفة “العرب” الدولية اشارت فيه الى انه “يبدو أن الإدارة الأميركية قد عرضت على السلطات التونسية دعمها في حربها على الإرهاب وتزويدها بمعدات عسكرية نوعية مقابل السماح لقوات “أفريكوم” التمركز في تونس لتسهيل عملية التدخل الأميركي في ملف الأزمة الليبية”.
وتابعت الصحفية “و في المقابل، تلازم السلطات الرسمية التونسية الصمت تجاه التصريحات الأميركية التي تضع تونس في قلب الحرب الليبية، وما تحمله من أخطار أمنية”.
وبحسب تقرير “العرب” الدولية فان “أوساط سياسية تونسية ترى أن قائد الأفريكوم وضع تونس، وخاصة رئاسة الجمهورية، في موقف محرج.
واعتبرت المصادر ذاتها أن السكوت عن هذه التصريحات اعتراف بالأمر الواقع، وهو ما يعطي مصداقية لتقارير سابقة تحدثت عن وجود عسكري أميركي في تونس ومساهمة في الحرب على الإرهاب، وهو ما حرصت حكومات سابقة على التقليل منه وربطه بتنسيق أمني لا يتجاوز المشورة والتدريب.
وبات الملف الليبي المحرك الأساسي للتدخل الأميركي في منطقة شمال أفريقيا وضمان وجود دائم لها في المنطقة.
وبالنظر للمتغيرات المتسارعة في المنطقة منذ بداية الربيع العربي، يرى دبلوماسيون أن الولايات المتحدة تأخرت في حسم مصير علاقاتها الدبلوماسية مع دول شمال أفريقيا، وأنه يجب ألا تكون هذه الشراكة مشروعا اقتصاديا فحسب، وإنما لابد أن ترتكز على تشاور وتنسيق سياسيين دائمين على نحو شبيه بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي.
ويقول مراقبون إن الإعلان الأميركي عن تحريك قوات من تونس يؤكد أن واشنطن لا تمتلك بدائل تتحرك من خلالها بسبب بعد المغرب عن مسرح العمليات، وبرود العلاقة مع مصر التي تبدو أقرب إلى الروس، فيما الجزائر بطبعها ليست الحليف القريب، فضلا عن تردد المؤسسة العسكرية في لعب أدوار إقليمية مباشرة.
وما يثير مخاوف الإدارة الأميركية في الملف الليبي، ضمان موسكو موقعا دائما لها، والأسوأ من ذلك، إذا نشرت أنظمة صواريخ طويلة المدى، فذلك سيغير حتما قواعد اللعبة بالنسبة إلى أوروبا وحلف شمال الأطلسي وكثير من الدول الغربية”.
Comments