“وزير الثقافة” .. الفضيحة !
خديجة زروق
ما اتاه “وزير الثقافة”، وليد الزيدي، في حق رئيس الحكومة فضيحة، يرتقي الى “التمرد” على سلطة رئيس الحكومة، فضلا عن كونه يزيد في مزيد اضعاف سلطة الدولة، وسط تخوفات من انزلاق نحو تفكيك الدولة، سواء بوعي أو دون.
وما صرح به “السيد الوزير” في فيديو مسجل تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي، أكد فيه أنه ليس من “جماعة التعليق والمساندة” ، وأنه لا ينضبط لقرار رئيس الحكومة الصادر بعد مداولات مجلس وزاري، ومناقشات مستفيضة مع اللجنة العلمية.
ما أتاه “السيد وزير الثقافة ” ، الذي سبق له اعلان “تعففه عن الوزارة”، علامة دالة على وهن هذه الدولة وتفكك فريقها الحكومي من جهة، ودليل على استضعاف رئيسها.
فابسط نواميس عمل الحكومات يستدعي واجب التضامن الحكومي، ناهيك على مبادئ التحفظ حتى على القرارات، التي تكون موضع اختلافات، فما بالك بقرار لا يستدعي من وزير طارئ على السياسة، وجاء صدفة على المسؤولية وعلى الثقافة.
لكن يبدو أن عملية “هرسلة” ممنهجة يتعرض لها رئيس الحكومة من “شق وزراء الرئيس”، فقد كان الوزير نفسه صرح حتى قبل نيل الثقة أنه “يتعفف على منصب الوزارة”، و لما قرر رئيس الحكومة تغييره، فرضه عليه رئيس الجمهورية، هذا التراجع كان بداية الضغط العالي الذي يواصله رئيس الجمهورية.
وما حصل اليوم يذكرنا بواقعة “اهانة” رئيس الحكومة على الملأ، والذي تمثل في بث فيديو فيه رسالة “تأديب الرئيس” لرئيس الخكومة، وفرض عليه التراجع في تسمية بعض مستشاريه.
كما عمل الرئيس على تجاوز المشيشي بدعوة الوزراء مباشرة لقصر قرطاج ، والسماح لنفسه بتجاوز صلاحياته الدستورية واصدار أوامر لهم، وهو أمر دفع رئيس الحكومة لإصدار مذكرة تحاول أن تعيد ترتيب الأدوار.
في هذا السياق يقوم وزير الثقافة المستجد على الدولة، بممارسة دور المعارضة من داخل الحكومة، منغصا على رئيسها عمله و خالقا للتوتر داخل الفريق الحكومي.
كما أنه يزيد في تقديم صورة “مهينة/سلبية” لرئيس الحكومة أمام الرأي العام، إذ يبدو عاجزا على التعامل مع وزرائه، غير قادر على حوكمة عملهم، ولا ايقاف تمردهم عليه.
وهي صورة ستضعف مقبوليته ومقبولية قرارته ، ولا تضمن تنفيذها داخل الجهاز التنفيذي نفسه ، وعند عموم المواطنين. فكيف لمن لا يحكم في وزرائه أن يحكم في الدولة والشعب؟
ولذلك يتوجب على رئيس الحكومة – وحفظا لماء الوجه – التسريع باقالة هذا الوزير المتنطع فورا، قرار يجد مسوغاته ليس في تصريحاته فحسب بل في عجزه على إدارة الشأن الثقافي، وهو المفتقد لاي مشروع.
Comments