وفاة السياسي الليبي محمود جبريل في مصر جراء إصابته بفيروس كورونا
غازي معلى
داهمتنا الكورونا و اصاب الفيروس زعماء كبار في العالم و أمراء K و لكن و للأسف الشديد عربيا يكون محمود جبريل اول المترجلين و اول ضحايا الكورونا، من النخبة السياسية الليبية.
محمود جبريل، ابن قبيلة ورفلة من وسط ليبيا، من مواليد البيضاء من شرق ليبيا، و ساكن طرابلس في غرب ليبيا، عرف ليبيا كما لم يعرفها احد، فقد كان محمود في فترة العقيد معمر القذافي، و خلال السنوات الأربعة التي سبقت زوال نظامه، باعث فكرة ليبيا الغد التي تبناها سيف القذافي آنذاك.
و كان جبريل رئيس مكتب التطوير الاقتصادي، و نجح في مهمته تلك لما شهدته ليبيا في ذلك الوقت من مشاريع عملاقة، و هذا ليس بغريب عن محمود جبريل العقل الاستراتيجي، و صاحب الكتب الكثيرة في مجال التطوير الاقتصادي و الاستراتيجيا.
كان محمود جبريل، من اوائل من التحق بثورة فبراير في بنغازي، منذ الأيام الأولى من انطلاقتها، و كان عقلها الاستراتيجي بامتياز، و منذ يوم 10 مارس 2011 ، عندمًا التقى محمود جبريل مع ثلة من رفقاء الثورة، و هم على زيدان و على العيساوي، بالرئيس الفرنسي حينها ساركوزي، تحصل المجلس الانتقالي، و “السلطة” المتحدثة باسم ثورة فبراير على اول اعتراف دولي مهم، غير مجرى التاريخ.
و قد عاد إلى باريس بعد أيام قليلة، و أقام في نفس الفندق الذي سيذكره تاريخ ليبيا” نزل الرافائيل “، ليلتقي هذه المرة وزيرة خارجية امريكا مدام كلنتون و ترك انطباعا كان له الأثر في السياسة الاميركية، في ملف الليبي و الربيع العربي إجمالًا.
اصبح محمود جبريل اول رئيس حكومة بعد الثورة 27/3/2011 عندمًا عينه المجلس الانتقالي رئيس مكتبه التنفيذي، و قاد اشهر المكتب التنفيذي ” الحكومة ” باقتدار ، و سلم الأمانة منذ سقوط نظام معمر القذافي نهائيًا في اكتوبر 2011 كرجل سياسي محنك جهز نفسه مباشرة بعد سقوط النظام للمرحلة الموالية.
و كون حزب « تحالف القوى الوطنية ” و فاز في اول انتخابات شفافة في تاريخ ليبيا في شهر جويلية 2012 و اصبح له اكبر كتلة في المؤتمر الوطني العام ( السلطة التأسيسية الليبية ).
رشح نفسه لزئاسة الحكومة بعد انتخابات 2012 و لكن لم يحالفه الحض حينها و لكن بقى رقما صعبا في المعادلة السياسية الليبية. كانت له خصومات شديدة مع الإسلاميين.
كما كانت له معهم تحالفات في فترة ما و كان من بين الداعمين و بقوة لاتفاق الصخيرات في المغرب و إنهاء الحرب الأهلية الأولى في ليبيا بعد الثورة، و لكن لم تسعفه الكورونا لكي يكون شاهدا على إنهاء الحرب الأخيرة، بين حفتر و السراج و الذهاب إلى انتخابات جديدة، توفي محمود جبريل زهز يجهز نفسه لخوض الرئاسية.
ويعد جبريل سياسيا ليبراليا، وتقدم حزبه -بنظام القوائم- في أول انتخابات برلمانية تشهدها ليبيا بعد ثورة فبراير، وأفضت تلك الانتخابات إلى تشكل المؤتمر الوطني الليبي (البرلمان) الذي تسلم السلطة من المجلس الوطني الانتقالي.
Comments