أطفال الرقاب ….ضحايا التجاذب السياسي !
التونسيون – نبيل البدوي
مازال الجدل متواصلا منذ أكثر من أسبوع حول ما عرف بالمدرسة القرآنية بالرقاب فبعد قرار قاضي الأسرة تسليم الأطفال الى عائلاتهم ارتفعت أصوات الإدانة لهذا القرار من ناشطين سياسيين وحقوقيين في الوقت الذي قرر فيه مندوب حماية الطفولة مقاضاة الفوتوغرافيين الذين ألتقطوا صورا لهؤلاء الأطفال ونشروها على الشبكة الاجتماعية وفي الصحف الإلكترونية خاصة .
وبغض النظر عن التوصيف القانوني لقرار القاضي أو أحقية العائلات باسترجاع أطفالهم رغم كل ما ثبت من تجاوزات في هذه ” المدرسة ” المنسوبة ل” القرآن الكريم ” فإن تواصل الجدل بين المؤيدين لمحاكمة الذين تورطوا في الاعتداء على براءة الأطفال بحشرهم في مكان لا تتوفر فيه ظروف الكرامة مع ما رافق ذلك من اعتداءات معنوية ومادية تشبه التعذيب والاعتقال القسري لأطفال دون السن القانونية وبين الذين يعتبرون أنه من حق العائلات استرجاع أولادهم من المدافعين عن التعليم الديني والمدارس القرآنية بغض النظر عن الفريقين ومبررات كل منهم فإن استعمال الأطفال في هذه المعركة السياسية هو اعتداء مضاعف عليهم يستوي فيه الفريقين
فلابد من تحرير هؤلاء الأطفال وكل قضايا الطفولة من التجاذب السياسي فالمشهد السياسي يغرق كل يوم في مزيد من البؤس والمزايدة فلا يعقل أن يتحول الأطفال الى رهائن عند السياسيين من الفريقين ومن المفروض أنهم يواصلون دراستهم العادية في المدارس العمومية وهو ما لا يمنعهم من حفظ القرآن الكريم في العطل المدرسية ويوم الأحد مثلما كان الحال دائما في بلادنا.
ان حرمان الأطفال من مزاولة تعليمهم جريمة وتحويلهم الى حطب معركة سياسية مع الإسلام السياسي وأنصاره من حركة النهضة وحزب التحرير وباقي مكونات العائلة الإسلامية جريمة أيضا .
ولن ينسى هؤلاء الأطفال عندما يكبرون المشاهد التي عاشوها سواء في مدرسة الرقاب أو وجوه الذين زاروهم وكأنهم كائنات غريبة تثير الشفقة والعطف وهو ما سيترك جراحا عميقة في وجدان هؤلاء الأطفال الضحايا.
Comments