الجديد

الياس الفخفاخ

الفخفاخ يمر .. لكنه يفشل

تونس- التونسيون

” الهزيمة يتيمة، و للانتصار ٱباء كثيرون” حكمة
يبدو أن الأمور تسير نحو انفراج، فحكومة الفخفاخ، الاقرب أنها ستحظى بثقة نواب مجلس نواب الشعب. و بأغلبية مريحة. لكن وراء الثقة، جبال من نوايا عدم الثقة، ستظهر تدريجيا.
حكومة الأمر الواقع
لم تستجب حكومة الفخفاخ لمطالب الأحزاب الكبرى، حيث خاضت حركة النهضة معركة كسر عظام، و رغبت في تغيير تشكيل الحكومة، مطالبة بحكومة وحدة وطنية حينا، و متمسكة ببعض الوزارات دون غيرها. مطالب بدت عند بعض المتابعين متناقضة، ناهيك و أن حركة النهضة ناورت لتحقيق أهدافها الاستراتيجية من خلال التمسك بإشراك قلب تونس. النهضة ناورت كثيرا استنادا إلى حجمها البرلماني، الذي يسمح لها بأن تكون محددة في كل تشكيل سياسي.
ثاني الكتل المهمة التي كان تصويتها مهما هي كتلة قلب تونس. وهي كتلة مطلوبة اصواتها، مرفوض مشاركتها، و يبدو أن القبول ببعض ترشيحاتها الجانبية سيسهم في دفعها للتصويت على الحكومة.
تصويت يدخل في باب الإكراه السياسي، في دفع المضار اقرب منه لجلب المنافع.
الرابحين….. كلهم رابحون
قد يبدو ظاهريا أن معركة كسر العظام التي تابعها التونسيون، انتهت بخسارة النهضة و قلب تونس، و قد يبدو للآخرين انها خطوة تكتيكية لالياس الفخفاخ، لكن الجميع رابح في تشكيل الحكومة، لان ذلك جنب الجميع، و جنب تونس إمكانية حل البرلمان، و الذهاب الى انتخابات تشريعية مبكرة، بها ثمنها المالي و الاقتصادي الباهض.
ثم إن النجاح في الدقائق الأخيرة من المهلة الدستورية، يبرهن مرة أخرى أن التونسيين يعشقون المشي على حافة الهاوية، و أن لغة التحاور السلمي و المدني هي اللغة الغالبة في تونس. لقد قبل الجميع بحكومة الفخفاخ، تجنبا جماعيا للخسائر المشتركة.
حكومة….و بعد
لا نعتقد أن حكومة السيد الياس الفخفاخ، ستختلف على غيرها من الحكومات التي عرفها التونسيون، بل لعلها أضعف الحكومات على الاطلاق. فمسار تشكيلها شهد شدا و جذبا و تنافرا حادا. ليس اقله الملاسنات الحادة بين مكوناتها، مثل صراع التيار و النهضة، أو الهجمات قيادات النهضة على تحيا تونس، ناهيك على انعدام الثقة بين الأحزاب المكونة لها و اتحاد الشغل و اتحاد الأعراف. كل هذه الصراعات ستترك ٱثارها السلبية في طريق الحكومة، و يصعب عليها في الحقيقة تجاوزها بسهولة.
الرئيس…..معركة و ليست حربا
قد يتبادر الأذهان أن الرئيس قيس سعيد، انتصر في معركة التأويل الدستوري، و كرس نفسه رئيسا حاميا للدستور و للجمهورية. لكنه وضع ايضا حدودا فاصلة لا يمكن العودة عليها مع حركة النهضة و خاصة مع رئيسها. أن صورة الرئيس في ثوب المؤدب الدستوري، يلقن راشد الغنوشي درسا في فقه الدستور، صورة سلبية لا نعتقد أنها ستمر دون ردة فعل.
قد يكون قبول الجميع بحكومة الفخفاخ، تجنب الأسوأ لكنه قبول مرحلي. فلكل *شيطانيه*. و لا نعتقد أن هذه الحكومة هي ٱخر الحكومات، رغم أننا نتمنى أن تكون ٱخر الأزمات.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP