صلاح قايد السبسي يكتب عن: “الحبيب بورقيبة .. الزعيم الخالد”
صلاح قايد السبسي
تحل اليوم الذكرى العشرون لرحيل الزعيم الحبيب بورقيبة، الذي ولد يوم 3 اوت 1903 بمدينة المنستير، و توفي يوم 6 أفريل 2000 بها أيضا، وهي المدينة التي أحبها حد الافتتان.
عاش الرجل مرحلة كفاح طويلة ضد الاستعمار، حيث سجنته فرنسا عدة مرات (1924, 1938 و 1952 ) ، و لكنه لم يتخل قط عن المعركة التي اختار لها أن تكون على مراحل، ليتحصل عبر الحوار على حق تونس في أن يكون لها برلمان و دستور، ثم حقها في أن تتصرف بشكل حر في مصيرها ، و في إدارة شؤونها و وضع حد لمعاهدة الحماية بباردو التي امضيت يوم 12ماي 1881، ثم الحصول على استقلال البلاد يوم 20 مارس 1956.
أذكر هنا، تصريح له معنى ودلالة لبورقيبة، حين اتت السلطات الاستعمارية الفرنسية يوم 18 جانفي 1952 إلى مقر سكناه لإيقافه شأنه شأن مسيري الحزب الدستوري الجديد ليقع نقله إلى مدينة طبرقة بالشمال التونسي، قال أن هذه هي المرة الأخيرة التي سيتم فيها ايقافي لأن تونس قد أصبحت جاهزة للمعركة الأخيرة و ستنال استقلالها.
كما كشف مسار حياته، على أنه كان رجلا يؤمن بما يقوم به و مستعدا للموت من أجل القضية التونسية، والأهم من كل ذلك أنه كان صادقا و نزيها ، و قد عاد يوم 1 جوان 1955 كما قال سنة 1952 منتصرا و الاستقلال الداخلي في “جيوبه”.
بعد أقل من سنة من تلك العودة امضت تونس و فرنسا يوم 20 مارس 1956 بروتوكول استقلال تونس. و انصرف اثر ذلك بسرعة للعمل من أجل أن يمنح تونس أول حكومة بعد الاستقلال، و التي تشكلت يوم 17 أفريل 1956 و حرص على أن يترأسها ، حتى يكون دائما في المعركة ، المعركة الوطنية و معركة الاستقلال ، ثم خاصة معركة حرية المرأة و إلغاء الاحباس و تعميم التعليم و مراقبة الولادات و تأسيس الجيش التونسي و الشرطة و إرساء ديبلوماسية ناجعة من أجل تونس حرة و مستقلة إلى الأبد….كل هذا وقع انجازه في أربعة أشهر فقط.
بعد سنوات طويلة من الحكم أخطأ فيها وأصاب، لوقع إبعاد الحبيب بورقيبة عن الحكم و عزله يوم 7نوفمبر 1987 و وقع ” الحجر عليه ” في منزل والي المنستير إلى حين وفاته يوم 6 أفريل 2000 و تم نقل جثمانه إلى تونس في طائرة للخطوط الجوية التونسية تحمل اسم 7 نوفمبر( آخر إهانة ) فأي جريمة ارتكب ليكون عرضة لهذا السلوك الشائن ؟
لكن، بعد سنوات أعاد له التاريخ مكانته و اعتباره، بفضل أحد أبرز وزرائه المقربين منه، الباجي قايد السبسي الذي التزم في كتاب ” البذرة الحسنة و البذرة السيئة ” الذي خصصه للحبيب بورقيبة بأن يعيد تمثال الزعيم ممتطيا صهوة جواده إلى شارع الحبيب بورقيبة و هو التزام أوفى به حين وقع انتخابه كأول رئيس للجمهورية التونسية يقع انتخابه بكل حرية في اقتراع حر و مباشر.
أريد أن أنهي هذه الشهادة المقتضبة بالتذكير بأبيات الشاعر ألفريد دو فينييAlfred De Vigny التي كان الحبيب بورقيبة يرددها من قصيدة ” موت الذئب “:
Gémir, pleurer,prier,est également lâche Fais Énergiquement ta longue et lourde tâche. Dans la voie où le sort a voulu t’appeler , Puis, après, comme moi,souffre et meurs sans parler.
Comments