الجديد

المهدي عبد الجواد للرؤساء الثلاث: قبلي .. تستغيث من الكورونا

المهدي عبد الجواد

السيد رئيس الجمهورية،

السيد رئيس مجلس نواب الشعب،

السيد رئيس الحكومة،

تحركوا، تحرّكوا…..

الغوث….الغوث….

أخاطبكم من قبلي، أصالة على أهلها الطيبين…..

أستغيث بكم من القلعة التي يفتك الوباء بصدور أبنائها…..

أصيح بكم من دوز و سوق الأحد و الفوار، حيث تتنامى المخاوف من تفشي الوباء

إذ تعيش ولاية قبلي مثل غيرها من مناطق تونس العزيزة، وضعا وبائيا خطيرا. فقد انفجرت أعداد المصابين بفيروس الكورونا المستجد، حتى صارت ولاية قبلي في صدارة ولايات الجمهورية من جهة معدلات الإصابة مقارنة بتعداد سكانها…..

منطقة القلعة، القرية الصغيرة الهادئة تحولت إلى بؤرة حقيقية تجاوزت فيها الإصابة كل التصورات…

العدوى مرت إلى دوز الشمالية و سوق الأحد….هذا ما نعلمُه، و ما خفي أعظم و لكن الله أرحم بعباده…

ما يُثير الفزع في ولاية قبلي حقيقة، هو عجز الولاية و مؤسساتها الصحية العمومية و الخاصة على مجابهة اي تحول كارثي لا قدر الله في الوضعية الوبائية. فالبنية الأساسية الصحية متهالكة، فولاية قبلي تفتقر مستشفياتها لأبسط الشروط الضرورية لمجابهة الوباء، فلا أسرة إنعاش، و لا خدمات استعجاليه و لا أجنحة خاصة يمكن حصرها للمصابين بالكورونا……

ما يُثيرُ الفزع، هو النقص الحاصل في الموارد البشرية من أطباء الاختصاص اللازمين لمجابهة هذا الوباء، فرغم الجهود الكبيرة للطواقم الصحية في الجهة، فإنهم يحتاجون للدعم المادي و البشري و المعنوي……

ما يُثير الفزع، هو غياب ابسط وسائل الوقاية الصحية اللازمة لعمال البلديات، الذين يشتغلون في ظروف سيئة، فلا كمامات و لا قفازات و لا تعقيم للآليات…….

ما يُثير الفزع، إن قبلي تفتقر لمخبر يقوم بتحليل الأشخاص المشتبه بإصابتهم بالوباء، و يتم نقل العينات إلى ولايات أخرى بعيدة، و قبل وصول النتائج تكون العدوى قد نشطت بحرية………

ان طبيعة الحياة الاجتماعية بولاية قبلي، القائم على “القُرب الاجتماعي” عائق كبير أمام إيقاف سلسلة العدوى، فالناس في موطني، يتزاورون و يتواددون، يُصافحون بحرارة، يُقبلون بعضهم بعضا و يتعانقون….تلك طبائعهم التي جُبلوا عليها….أهلي طيبون مسالمون….

سادتي رؤساء البلاد…

الغوث ….الغوث…

ولاية قبلي سادتي، توفر سنويا أكثر من سبعين في المئة من دقلة النور للبلاد. يتم تصدير أغلبها مما يُوفّر لخزينة الدولة مبالغ كبيرة من العملة الصعبة تتجاوز الست مئة مليار…..

ولاية قبلي سادتي، توفر لتونس الآن بعضا من احتياجاتها في الخضر و الغلال من رجيم معتوق و الفوار…..

ولاية قبلي سادتي، توفر منتوجا مهما من النفط و الغاز، يُساهم في توفير الطاقة لتونس….

ولاية قبلي سادتي، منطقة سياحية مهمة، تُسهم بصحرائها و مهرجاناتها، و صناعاتها التقليدية، و تعب أبنائها في مداخيل تونس المالية و في التعريف بها و رفع صورتها الناصعة عاليا في كل انحاء العالم….

ولاية قبلي سادتي، لها أبناء في كل أنحاء العالم، سفراء مختلفون، لكنهم يقومون بتحويلات سنوية بالعملة الصعبة، و يستثمرون أجزاء كبيرة من أموالهم في مشاريع تشغل العشرات…..

سادتي الرؤساء…..

الغوث…..الغوث….

قبلي لا تطلب منكم منة أو إحسانا….إنها تطلب اعترافا بكونها تحتاج رعاية خصوصية، تبعا لوضعها الوبائي الاستثنائي، و تطبيقا لاحكام الدستور في التمييز الايجابي.

نطلب تركيز مخبر للفحص، سريعا بقبلي…. يُمكن ان يكون عسكريا.

نطلب تدعيم الإطار الطبي و شبه الطبي بالجهة….

نطلب توفير كل المواد الضرورية لمجابهة الكورونا، من وسائل حماية إلى معدات و أفرشة و أجهزة إنعاش….

نطلب إحداثا سريعا لقسم خاص بمعالجة مرضى الكورونا……

نطلب توفير طائرة مجهزة، على ذمة المستشفى لمواجهة كل طارئ…..

نطلب توفير كل الإمكانيات لعمال البلديات……

نطلب توفير كل المواد الغذائية الضرورية، ليطمئن الناس و يُلازموا بيوتهم و هم يستقبلون شهر رمضان المعظم……

سادتي الرؤساء…….

لقد تحركت وزارة الصحة، متأخرا جدا….ستقوم بالفحوص السريعة في قبلي، و سيصل وفد منها لدراسة الحالة على عين المكان…..

لكنكم الرؤساء……

انتم مؤتمنون على مصائر العباد و البلاد……

قد بلغت صوت قبلي، للتاريخ….

و اشهد أن بقية ولايات البلاد الداخلية، لا تقل حالتها على حالة قبلي سوءا…..

 

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP