الجديد

الصادق شعبان يكتب عن الراحل الشاذلي القليبي

تحت عنوان “غادرنا الشاذلي القليبي”، كتب الوزير الأسبق الصادق شعبان، التدوينة التالية:

صديق عزيز . مناضل صامت . حكيم فعلا … و انسانا خلوقا .

عملت معه في الجامعة العربية كخبير.

كان يريد تغيير منظومة العمل العربي ليعطيها النجاعة . لكن الملوك والرؤساء لا يؤمنون بذلك .

كانوا يريدونها أن توجد فقط ، دون فاعلية ،مع قدر قليل من المال. و مصر كانت تعتبر الجامعة ذراعا لسياستها الخارجية و ما قبلت أن تنقل لتونس بعد اتفاق كامب ديفيد.

كانت بيني وبينه أسرار.

كان يحملني معه في أغلب القمم العربية يأخذ رأيي في مسائل سياسية و قانونية رغم أن عمري لا يفوق الثلاثين بقليل .

كان يقارن بين ما يحصل زمن بن علي و زمن بورقيبة . و نجح بلطفه و برصانته ان يكون محبوبا من جميع الدستوريين من مختلف الاجيال .

احبه بورقيبة و احبه بن علي .

يقدر كل الكفاءات . و يبتعد عن المتسلقين المتملقين . له معرفة نادرة باللغتين العربية و الفرنسية . يصحح لنا الأخطاء بابتسامته اللطيفة .

يحظى ( الحظ ) لا يحضي( يحضي النساء ) مثلا .

اذكر مرة و كنت وضعت منديلة في جيب الجاكات محاكاة لموضة ظهرت في ذلك الوقت فنزعها مني بلطف ضاحكا و وضعها في جيبي الآخر و قال لي ليست لك و انت لست مثل الاخرين .

كم احببت هذا الرجل و كم تعلمت عنه الكثير . لن احزن لوفاته . عاش كريما . مات كريما . احبه كل الناس. اتمنى ان ألقاه بعد الموت ، لأن حكاياته تعجبني و لا أريدها ان تنتهي.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP