الجديد

الموقف من الأزمة الليبية .. الغنوشي “على خطى” الرئيس الراحل قايد السبسي

علاء حافظي

يمكن القول أن راشد الغنوشي قد عكس في الحوار الذي بثته قناة ” نسمة ” ليلة امس  و أداره الزميل حسان بلواعر الهجوم على كل الذين انتقدوه و ” حاصروه ” في الأيام الماضية و تجاوزوا ذلك إلى محاولة الإطاحة به من علياء كرسي رئاسة مجلس نواب الشعب.

فقد توقف عند كل النقاط التي أثيرت في المدة الأخيرة حول كيفية إدارته للمجلس و خاصة المكالمة الهاتفية التي كانت له مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج.

و لكن راشد الغنوشي ” عكس ” الهجوم باعتماد نبرة هادئة و ابتعد عن السقوط في ” فخ الذاتية ” أو “تصفية الحسابات ” أو ” الإصرار على الخطأ ” معتبرا ان جلسة ” الساعات الطويلة ” كانت ” تدريبا ديمقراطيا ” و حوارا بين أطراف مناقضة ” بوسائل سياسية خرجت منها تونس الديمقراطية منتصرة ” .

راشد الغنوشي لم يفوت الفرصة في المقابل دون الإشارة إلى مسار الأحداث في ليبيا قد منحه ” الصواب ” سواء من حيث الوقوف إلى جانب الشرعية مذكرا في هذا الصدد بأن موقفه متطابق مع موقف رئيس الجمهورية قيس سعيد.

و بما تحقق حاليا من ” انتصار ” الطرف الذي “راهن” عليه راشد الغنوشي و هو ما ستكون له انعكاسات كبرى على إقتصاد بلادنا و هو ما يجعل من راشد الغنوشي وفق هذا المنطق منتصرا لمصلحة تونس و منخرطا في مسار بدأه الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي الذي دعم عملية الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي.

و لا شك أن ” الشعور بكسب نقاط ” في ملف حساس كالملف الليبي هو الذي جعل راشد الغنوشي يتجنب السجال و لكنه لا يخشى فتح “جبهات ” سياسية لعل من أهمها حسب تعبيره ” العمل على أن يكون هناك تطابق بين الأغلبية الحكومية و الأغلبية البرلمانية ” من خلال ضم حركة ” قلب تونس ” للحكومة و استبعاد ” حركة الشعب ” و ” حركة تحيا تونس ” منها على أن يسبق هذه العملية ” حوار من أجل وضع برنامج مشترك ” .

إذا كان راشد الغنوشي قد تجنب في هذه النقطة أن يكون حاسما و صارما إذ لم يصرح بأن حركة النهضة قد تنسحب من الحكومة في صورة لم تنجح فى فرض هذا التصور فإنه كان أيضا ” محايدا ” عند الحديث عن قيس سعيد و إلياس الفخفاخ بل حرص على عدم وضع رئيس الجمهورية المنتقد للنظام السياسي و لأداء مجلس نواب الشعب في نفس معسكر الداعين من منطلقات أخرى لحل مجلس نواب الشعب لأن ” رئيس الجمهورية قيس سعيد ينتقد من الداخل و هو المؤتمن دستوريا على المؤسسات و لا يمكن بالتالي أن يحرض عليها ” و في ذلك رسالة ” تهدئة ” يوجهها راشد الغنوشي إلى قيس سعيد.

و كان واضحا من خلال حوار ” نسمة ” أن راشد الغنوشي مستعد لخوض معارك سياسية و قانونية أخرى من أهمها تنقيح القانون الإنتخابي الذي اعتبره سبب ” ما نعيشه من سيلان و تذرر سياسي ” و أيضا إرساء المحكمة الدستورية.

و بقدر ما كان راشد الغنوشي واضحا في ما يتعلق بالمسائل السياسية و في توجيه رسائل للانتصار للحوار فإنه قد ” ارتبك ” عند الحديث عن ضعف المنجز الإجتماعي و عن تدهور الوضع الإجتماعي عاما بعد عام منذ سنة 2011 إذ اعتبر أن ” المجموعة الوطنية هي التي اختارت ” و في ذلك شيء من التفصي من المسؤولية و تجنب ” الانزلاق ” إلى ميدان الملفات الإقتصادية التي قد لا يكون متمكنا منها تمكنه من الملف السياسي الذي أبرز من خلال الحوار مع ” نسمة ” أنه من أهم اللاعبين فيه.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP