الجديد

“الوثبة الخلاقة” .. محاولة في قراءة شعار مؤتمر “النهضة” القادم   

امال عدواني

“الوثبة الخلاقة”، هو الشعار الذي اختارته حركة النهضة لمؤتمرها القادم، يطرح هذا الشعار أكثر من تساؤل،  وقد يسيل كثيرا من الحبر لتفسيره…علما وأننا نعلم أن الشعارات تختزل برامج الأحزاب أو المرشحين للرئاسة، ويشتغل المختصون في الاتصال على أن تبقى ترن في ذهن الناخب  و المواطن بصفة عامة …Le slogan apparaît comme la concentration, comme l’épure même de l’idéologie…

كما يعمل المختصون على أن يكون الشعار جامعا مجمعا للناخبينC’est un cri de ralliement pour les troupes.» .

عندما اطلعت على شعار مؤتمر “النهضة” القادم  أحسست أنني قد رأيته سابقا وبالفعل عدت لأرشيفي لأجد أن الشعار مستوحى من أحد الكتب في الاتصال والتسويق marketing بعنوان  le saut créatif

ولكن ترجمة عنوان الكتاب حادت عن مسارها الحقيقي …فالمقصود le saut في الماركتينغ هو القفزة التي يمكن أن تحققها المؤسسات الاقتصادية،  في رسم برامجها، ولكن طالعتنا حركة النهضة بمصطلح ” الوثبة”.

وفعل “وثب” في اللغة العربية يعني الانقضاض والهجوم على الفريسة، واعتقد أن حركة النهضة كانت تقصد القفز، أي المرور من مرحلة إلى أخرى في مسارها السياسي، ولكن خانها المصطلح الذي يثير في مخيالنا معنى الافتراس.

اما في ما يخص استعمال مصطلح الخلاقة créatif أعتقد أن الشعوب العربية عامة تعاني من موروث مصطلح الخلاقة، لأنه يحيلنا مباشرة إلى مصطلح “الفوضى الخلاقة”، التي اتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية في البلدان العربية.

وهو مصطلح استعملته وزيرة الخارجية الامريكية سابقا كونداليزا رايس سنة 2005 في حديثها عن الشرق الاوسط،  حيث تحدثت عن نشر الفوضى بالبلدان العربية، بدءا بالحرب في العراق ثم بقية البلدان بطرق مختلفة ، من أجل إعادة تشكيلها من جديد.

فمصطلح “الفوضى الخلاقة” يذكرنا أيضا بعرابها برنارد لويس وعراب الحرب الأمريكية على العراق وصاحب مقولة إن الطريقة الوحيدة للتعامل مع العرب هي ضربهم بين أعينهم بعصا كبيرة.

وقد كانت كتاباته ملهمة لجورج بوش الابن وخاصة منها تلك التي تتحدث عن أن الدول العربية ككيانات سياسية،  قد انتهى دورها وحان الوقت لتقسيم الدول العربية، على أسس عرقية وطائفية ليسهل التحكم فيها.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP