الجديد

لقاء الرؤساء الثلاث: بيان الرئاسة “يصمت” عن قضية “الفخفاخ غايت” !

هشام الحاجي

استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيد صباح اليوم بقصر الجمهورية بقرطاج معا كل من رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي و رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ. هذا اللقاء الذي يأتي بعد إستقبال سابق بداية هذا الأسبوع للأمين العام لاتحاد الشغل نورالدين الطبوبي ورئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، بصفة منفردة.

مشهد سياسي متحرك

لا يمكن عزل لقاء اليوم  عن السياق السياسي الذي تنزل فيه بمستوييه المعلن و ما يعتمل في الكواليس من تفاعلات و ما تشهده الساحة من تحركات و ما يطغى عليها من ” حسابات ” و مؤامرات “.

كما انه يتزامن مع تواصل تفاعلات الاتهامات الموجهة لرئيس الحكومة حول شبهة تضارب مصالح والتي تحولت الى قضية راي عام وسط تصاعد مطالب بضرورة استقالة رئيس الحكومة في المقابل لاحظنا وجود حالة “صمت” من قبل مؤسسة الرئاسة.

ويأتي اللقاء أيضا بعد تصريح الرئيس حول أنه “مشروع شهادة” وذلك خلال استقباله للأمين العام لاتحاد الشغل نورالدين الطبوبي، والذي  أشار فيخ رئيس الجمهورية “إلى ضرورة مقارعة الحجة بالحجة عند الاختلاف، مؤكدا الاستعداد الدائم للتضحية في سبيل الوطن وتحقيق إرادة الشعب وكرامته”، وفق بيان الرئاسة.

وكان الرئيس يقصد في كلامه رئيس النهضة راشد الغنوشي، بعد تسريب فيديو انتقد فيه مقاربة الرئيس للأزمة الليبية بطريقة يبدو أنها لم تكن مستساغة من قبل ساكن قرطاج.

كما عقب نورالدين الطبوبي على فحوى لقائه بالرئيس “بأنه أطلع رئيس الدولة على الأوضاع الاجتماعية جهويا وقطاعيا، وتأثير المناكفات والتجاذبات السياسية عليها. وأعرب عن ثقته في رئيس الدولة، المنتخب مباشرة من الشعب، ليكون العنصر الجامع وصوت الحكمة والعقل لإيجاد الحلول مع مختلف المكونات وإخراج بلادنا من المأزق الاقتصادي الراهن لأنه عندما يصبح الاقتصاد متينا يمكن حينئذ حل بقية المشاكل العالقة”.

بيان تأكيد الثوابت .. “زعمة علاش”؟

بالعودة للقاء الذي جمع اليوم الرئيس بالثنائي الفخفاخ و الغنوشي، نشير الى أن بيان رئاسة الجمهورية الذي نشر إثر اللقاء كان جافا و “شحيحا” في المعلومات إلى أبعد الحدود و اكتفى بالحد الأدنى  الذي لا يفي بالحاجة و لم يتجاوز ما هو بروتوكولي، مع الاشارة الى تأكيد رئيس الجمهورية على مركزية رئاسة الجمهورية في بناء الدولة لأنها ” رمز وحدتها…و الضامن لاستقلالها و استمراريتها ” و لأن رئيس الجمهورية ” هو الساهر على إحترام الدستور ” .

ولعل الاستفاضة في هذه النقطة في بيان إعلامي “شحيح ” يمكن أن تمثل أحد مفاتيح فهم خفايا هذا اللقاء ما دامت تمثل إشارة إلى أن رئيس الجمهورية قد ذكر “الرئيسين ” الآخرين بضرورة ” الانضباط ” لنص الدستور ، يضاف إلى ذلك الانصراف إلى الاستجابة لتطلعات و انتظارات المواطنين.

من هذه الزاوية فإن لقاء قرطاج اليوم يمثل شكلا من أشكال استرداد قيس سعيد للمبادرة و محاولته “تسجيل ” نقاط أمام إلياس الفخفاخ و خاصة ” غريمه السياسي ” راشد الغنوشي الذي لم يتورع في “تسريب” لم تعرف أسباب تضمن توجيه انتقاد لاذع لعلاقة قيس سعيد بالملف الليبي و عدم “معرفته ” بخفاياه.

للاشارة، فان قيس سعيد التقى راشد الغنوشي و إلياس الفخفاخ بعد أن “ضمن ” هذا الأسبوع دعم الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي.

إذا كان بيان رئاسة الجمهورية الذي أعقب ” القمة الثلاثية ” لم يشر إلى وضعية تضارب المصالح التي يعيشها إلياس الفخفاخ و تداعياتها على المشهد السياسي فإنه من الصعب أن لا يكون الرؤساء الثلاث لم يتطرقوا لموضوع تحول إلى “وجع رأس ” للجميع ورمى بظلاله على المشهد السياسي والاعلامي وكذلك المجتمعي فضلا عن كونه مثل ارباك للعمل الحكومي برغم “الصور” و “البيانات” القادمة من القصبة والمشيرة لاستمرار النسق العادي للعمل الحكومي.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP