الجديد

اسلاميو تونس “غاضبون” من ماكرون

أثارت مواقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتصريحاته الأخيرة حول الوضع في تونس التي رأى أنها تعيش تراجعاً ثلاثين سنة الى الوراء، وقوله إن الإسلام  يعرف “أزمة”، ردود فعل رافضة، بخاصة من الأحزاب ذات المرجعية الدينية.
وإنْ اختار حزب “حركة النهضة” عدم التعليق بصفة رسمية على كلام ماكرون، فإنه في المقابل أعطى الضوء الأخضر للناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي المحسوبين عليه لتوجيه انتقادات لماكرون.
وكتبت ابنة زعيم “النهضة” سمية الغنوشي مقالاً  نشرته في موقع “عربي21” القطري و أعيد نشره في وكالة “الأناضول” التركية، ناقشت فيه مقولات الرئيس الفرنسي الأخيرة حول “الموقف من الاسلام”.
واعتبرت الغنوشي أن “فرنسا عاجزة عن تحمل واقع التعددية الدينية، والإسلام بات مكوناً ثابتاً من نسيجها”، وقالت إن “خطاب ماكرون حول الإسلام فيه استدعاء خفيّ ومعلن للإرث الاستعماري القائم على نزعة استعلائية”. وزادت أن “ما يزيد فرنسا توتراً هو تراجع نفوذها في مستعمراتها السابقة، وأن إمعانها في إهانة شعوب مستعمراتها السابقة المسلمة أثار عليها أمواجاً من السخط”.
وتوجهت الغنوشي الى ماكرون بأن عليه “الإدراك أن فرنسا لا تملك الحقيقة المطلقة وأنها ما عادت سيدة البراري والبحار”.
كما أصدر “إئتلاف الكرامة” الذي يعتبره المراقبون “الجناح المتشدد لحركة النهضة”،بياناً عبّر فيه عن إدانته خطاب الرئيس الفرنسي بتاريخ 2 تشرين الأول (أكتوبر) و ”السياسة العنصرية المعادية للإسلام باعتبار ذلك خرقاً لالتزامات فرنسا الداخلية والخارجية باحترام المواثيق الدولية لحقوق الانسان وفي مقدمها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة، علاوة على خرقه الدستور والقوانين الفرنسية وتعارضه الصريح مع شعارات الجمهورية الفرنسية وقيمها ومبادئها”.
واعتبر الائتلاف أن سياسة الرئيس الفرنسي ”تتناقض في المبدأ حتّى مع الأسس العلمانية للدولة الفرنسية وأولها الحياد تجاه الأديان والمساواة التامة بين المواطنين أمام القانون واحترام الحريات الفردية للجميع وحماية روح التسامح والتعايش من دون التمييز على أساس العرق أو اللون أو الدين”.
وعبر الإئتلاف عن شجبه لما وصفه بـ ”الازدواجية الصارخة لسياسة الرئيس الفرنسي وعدائه الصريح للإسلام والمسلمين داخل فرنسا”، مستدلاً بـ ”اتهامه (ماكرون) ظلماً للمسلمين في فرنسا بالانفصالية رغم تضحياتهم الكبيرة على مر الأجيال في الدفاع عن فرنسا وتحريرها وبناء قوتها”.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP