الجديد

التطبيع المغربي- الاسرائيلي .. المغرب العربي في “عين العاصفة”

تونس- التونسيون

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اليوم الأحد، في تسجيل على حسابه في تويتر، إننا “كنا نتوقع ما يجري في المنطقة والجزائر أقوى مما يظنه البعض”، في اشارة الى التطبيع الذي أقدمت عليه المغرب مع اسرائيل، والذي كان مقابل اعتراف أمريكي بسيادة مغربية على الصحراء الغربية المتنازع عليها منذ أكثر من 50 سنة، والتي تمثل “بؤرة” توتر امام بناء أي كيان مغاربي، نظرا للحرب الباردة التي فرضتها على العلاقات المغربية- الجزائرية، ما جعل المراقبين يرون في الخطوة المغربية والمباركة الأمريكية سيعمق ازمات المنطقة المغاربية ويدخلها في حالة من عدم الاستقرار.

في هذا السياق، سبق وان صرح رئيس الوزراء الجزائري، بأن “الكيان الصهيوني على حدودنا والجزائر مستهدفة وعلينا أن نتحد”، وتابع عبد العزيز جراد، إن بلاده مستهدفة من عدة جهات، إضافة للخطر الإقليمي الداهم وعدم الاستقرار بالجوار، داعيا إلى الاتحاد لمواجهة التهديدات. وشدد جراد على إن “هناك إرادة حقيقية لوصول الكيان الصهيوني إلى حدودنا في إطار مخطط خارجي لاستهداف الجزائر”.، داعبا الجزائريين الى “ضرورة تكاثف الجهود كل  لحل المشاكل الداخلية”.

وردا على القرار الأمريكي، اعتبرت موسكو أن “موقف واشنطن إزاء مسألة الصحراء من شأنه أن يسبب أحداث عنف جديدة في المنطقة”.وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، السبت، أن موقف الولايات المتحدة إزاء مسألة الصحراء، من شأنه أن يسبب أحداث عنف جديدة في المنطقة.

وجاء في بيان صدر عن الوزارة، أن “اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء قد يعرقل جهود الأمم المتحدة الهادفة إلى حل المشكلة”.

ووصفت الوزارة قرار واشنطن بهذا الشأن بالخطوة الأحادية الجديدة التي تهدد الاستقرار في المنطقة.

وتابع البيان: “بقرارها هذا أقدمت إدارة دونالد ترامب على تدمير الأسس القانونية المعترف بها دوليا لتسوية مشكلة الصحراء، والتي تقتضي تحديد الوضع النهائي لهذا الإقليم عبر استفتاء”.

وذكر البيان أن “هذا الموقف الجديد للولايات المتحدة قد يعرقل بصورة جدية جهود الأمم المتحدة للدفع بتسوية مسألة الصحراء ويقود إلى تأزم العلاقات بين الأطراف المعنية مباشرة ويؤدي إلى دورة جديدة من العنف في منطقة الصحراء والساحل”..

 وقد حقق قرار تطبيع العلاقات مع إسرائيل للمغرب أكبر خطوة يخطوها حتى الآن صوب الحصول على أكبر جائزة يسعى للفوز بها وهي الاعتراف العالمي بأحقيته في السيادة على الصحراء الغربية.

ويمثل دعم واشنطن للسيادة المغربية على الإقليم الصحراوي أكبر تنازل سياسي من جانب الولايات المتحدة حتى الآن في مساعيها لنيل الاعتراف العربي بإسرائيل. أما بالنسبة للملك محمد السادس فإن هذا الدعم يفوق أي مخاوف من إثارة غضب المغاربة المؤيدين للحقوق الفلسطينية أو من المساس بصورته باعتباره “أمير المؤمنين” بين المحافظين من المسلمين من خلال إبرام سلام مع الدولة الإسرائيلية التي ضمت القدس الشرقية إليها.

وفي مؤتمر صحفي للإعلان عن القرار بمرسوم ملكي حذر وزيرالخارجية ناصر بوريطة من أن “من ينتقدون هذا الاتفاق يعارضون سيادة المغرب على الصحراء”. وقال خالد السفياني الناشط المؤيد للفلسطينيين “هذا النبأ كان صدمة لي وللشعب المغربي. ونحن نرفضه بشدة”. غير أنه رغم معارضة أحزاب إسلامية وأخرى مناصرة للقومية العربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل فإن آخرين يدعمون التطبيع ومنهم ناشطون يؤيدون حقوق الأمازيغ. وقال الناشط الأمازيغي منير كجي “إعادة العلاقات مع إسرائيل نبأ طيب يخدم مصالح المغرب العليا”.

ويأتي الاتفاق في لحظة مهمة في الصراع الذي تجمدت الأوضاع فيه منذ فترة طويلة في الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر والتي تسعى لاستقلال الإقليم ثم تجدد الصراع مرة أخرى الشهر الماضي بعد هدنة استمرت ثلاثة عقود. ويبدو من المستبعد أن تدفع الخطوة الأمريكية دولا غربية أخرى أو الأمم المتحدة للتخلي عن موقفها الداعي منذ فترة طويلة إلى إجراء استفتاء لتسوية النزاع. وقالت الأمم المتحدة إن موقفها لم يتغير. غير أن الخطوة تحقق زخما لحملة دبلوماسية من جانب الرباط تزايدت وتيرتها هذا العام ودفعت 17 دولة أفريقية وعربية لفتح قنصليات لها في الصحراء الغربية.

من جهتها قالت جبهة البوليساريو إنها ستواصل كفاحها. وكانت الجبهة قد انسحبت الشهر الماضي من اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه عام 1991 في أعقاب حادث حدودي بين أنصارها والقوات المغربية. وبعد انقضاء ثلاثة عقود على سريان الهدنة عزز الجيش المغربي قواته وقدراته التكنولوجية بمساعدة أمريكية. وهو يتفاوض الآن مع واشنطن على شراء طائرات مسيرة جديدة. ورغم أن جبهة البوليساريو أعلنت عن قصف متواصل للدفاعات الحدودية المغربية في عمق الصحراء منذ الانسحاب من الهدنة، لم يشر أي من الجانبين إلى سقوط قتلى في الاشتباكات.

وربما يكون السلام مع إسرائيل خطوة أصغر بالنسبة للمغرب منها لبعض الدول العربية الأخرى. فالمغرب وطن لآباء وأجداد قرابة مليون يهودي إسرائيلي، وقال بوريطة إن 70 ألف إسرائيلي زاروا المملكة في العام الماضي وحده. وكان المغرب قد افتتح مكتب اتصال في إسرائيل عام 1994 لكنه أغلقه في 2002 خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية. غير أنه بعد انتشار شائعات في وقت سابق هذا العام بأن المغرب سيتوصل لاتفاق مع إسرائيل قال رئيس الوزراء سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المعتدل إن الرباط ترفض “أي تطبيع للعلاقات مع الكيان الصهيوني”.

وسعى الملك محمد للتخفيف من وقع الأمر بالقول في مرسومه إنه ما زال يؤيد حل الدولتين ويعتبر القدس مدينة مقدسة للأديان السماوية الثلاثة. إلا أنه يراهن بالموافقة على الصفقة التي أعلنت يوم الخميس على أن الشعور الوطني تجاه الصحراء الغربية يفوق في أهميته الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية.

ومن الجانب الاسرائيلي فقد  أعطت حكومة تل أبيب موافقتها لمساعدة المغرب عسكريا واستخباراتيا في حربه ضد جبهة البوليساريو. وبحسب الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد ، المقرب من فريق كوشنر ، فإن الدولة العبرية لم تشارك في المفاوضات التي أجريت في الأشهر الأخيرة مع وزير الخارجية المغربي

وتنقل لوموند عن المتخصص في شؤون الاستخبارات يوسي ميلمان أن إسرائيل أعطت موافقتها لمساعدة المغرب عسكريا واستخباراتيا في حربه ضد جبهة البوليساريو. وتعلق الصحيفة أن هذا المحور الاسرائيلي المغربي الجديد سيغير من موازين القوى في المنطقة.

و في معرض رده على سؤال وجهته له صحيفة “القدس العربي” حول القيمة القانونية لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، “كما قلنا ذلك من قبل وعبرنا عنه بطريقة واضحة تماما بالنسبة لنا الموقف من الصحراء الغربية لم يتغير وستبقى الأمور على حالها كما كانت. فالحلول في مسألة الصحراء الغربية لا تعتمد على اعترافات أحادية للدول بل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن والتي نعتبر أنفسنا حماة لها”.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP