الجديد

عدنان منصر يكتب عن “سنوات الر مل” ومعارك الانتقال الديمقراطي في تونس” /كتاب/

يصدر قريبا عن دار سوتيميديا للنشر والتوزيع بتونس كتاب جديد يحمل عنوان “سنوات الرمل: تفكُّر في معارك الانتقال الديمقراطي في تونس 2011-2014” للجامعي والناشط السياسي والمدني، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة سوسة ورئيس مركز الدراسات الإستراتيجية حول المغرب العربي (سيزما) عدنان المنصر.
يصر المؤلف في هذا الكتاب الجديد على أنه لا يقدم عملا في التاريخ، وإن كان بإمكان المؤرخين الاستفادة منه. وأنه لا يقدم أيضا شهادة، أو دراسة علمية، بل محاولة في التفكير حول فترة حساسة جدا هي الفترة التي تتراوح بين اندلاع الثورة والحملة الانتخابية لديسمبر 2014.
يقترح المؤلف في هذا الكتاب منهجا لفهم صراعات هذه الفترة باستعمال أدوات العلوم الإنسانية واستقراء الأحداث والصور البارزة، في قراءة تتناول دور النخب القديمة والوافدة على الساحة السياسية بفعل الثورة والانتخابات، واستراتيجيا الدولة في استيعاب الثورة داخل منطق الانتقال الديمقراطي.
كما يعرج  على موضوع السرديات ومضامين الاستقطاب وغيرها من الإشكالات الكبرى.
الدولة في هذا الكتاب كائن حي، يتبعه المؤلف في النص وفي الرمز والتموقعات، مثلما يرى النخب وهي تتحرك في ساحة الصراعات فيما يشبه الرقصة الأبدية، بجذورها وألوانها وهواجسها.
ينتصر عدنان المنصر في هذا الكتاب للثورة، ويواجه ما تتعرض له من اتهامات بتوجيه النقد للنخب ولمنطق الانتقال الديمقراطي ذاته، محللا دواخل الظاهرة الحزبية وانفصالها عن انتظارات الناس.
يتحدث المؤلف عن غربة الثورة وعن غربة الديمقراطية، ويقف أمام الجدار السميك الذي أوصلنا إليه الانتقال الديمقراطي بوصفه مسارا أنقذ الدولة دون أن يحقق الثورة.
يقدم عدنان المنصر في هذا الكتاب رؤيته لهذه الفترة ولامتداداتها في واقع اليوم، في سياق عملية نقد ذاتي شاقة لمسيرته الرسمية والحزبية. يعتقد المؤلف أن الانتقال الديمقراطي بما أفضى إليه من ديمقراطية ينخرها الفساد ودولة عاجزة عن الفعل واحتجاجات عنيفة متصاعدة من رحم المجتمع، قد وصل إلى طريق مسدودة، لأنه تجاهل التوازنات الحقيقية داخل المجتمع واكتفى بتحويل النخب السياسية إلى طبقة سياسية منفصلة عن الواقع ومنغمسة في معاركها.
ينتصر المؤلف في هذا العمل وعبر جهد تحليلي مضن للدولة الاجتماعية الديمقراطية، ويرى أنها النموذج الوحيد القادر على تحقيق المصالحة بين الدولة والمجتمع، وأن مسار إعادة تبني المجتمع للدولة هو الكفيل بمنحها القوة اللازمة في سياق من اليقظة الثقافية التي تعيد تأسيس الحماس لمشروع جامع.
لكن ذلك يمر أولا بمراجعة النخب لدورها وإعادة ترتيب هواجسها وأولوياتها، وبعودة الدولة للدور الذي انتظرته منها الثورة وهو إعطاء الأولوية للفئات الضعيفة والجهات المهمشة. ذلك ما يمكن أن ينقذ الدولة اليوم في نظر المؤلف، وليس الدعوات إلى العسكرة أو الحركات الشعبوية أو الأطروحات الفاشية.
صدر للمؤلف من الكتب خاصة : “استراتيجيا الهيمنة: الحماية الفرنسية ومؤسسات الدولة التونسية” (2003)، “دولة بورقيبة، فصول في الإيديولوجيا والممارسة” (2004)، “الدر ومعدنه: الخلافات بين الحزب الدستوري والحركة النقابية في تونس” (2010)، “موسم الهجرة إلى الكرامة: مقالات من الثورة التونسية” (2011).

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP