الجديد

الشاهد: الحلم  "بنداء جديد" و جمهور "النداء التاريخي" هم المستهدفون

منذر بالضيافي
من مدينة سوسة، قلب الساحل التونسي، وفي اختيار له دلالته ورمزيته ، اختار رئيس الحكومة يوسف الشاهد، والفريق الذي من حوله، ومن أبرزهم رفيقه والمقرب اليه، سليم العزابي، مدير الديوان الرئاسي المستقيل مؤخرا، اختاروا تنظيم أول لقاء ل “الحشد” للمشروع السياسي للشاهد، الذي كان قد عبر عنه نفسه بصفة علنية، من خلال كتلة “الائتلاف الوطني”، التي يعتبرها جل المتابعين للحياة السياسية أنها ستمثل “النواة الرئيسية” للحزب السياسي الموعود.
في هذا السياق، قالت النائبة عن ”كتلة الإئتلاف الوطني” زهرة ادريس، في تصريح اعلامي اليوم الجمعة 7 ديسمبر 2018،  “إنّه سيتمّ قريبا الإعلان عن الحزب الجديد للكتلة والذي من المتوقّع أن يتزعّمه يوسف الشاهد”. وأضافت ادريس ” “أنّه سيتمّ الإعلان عن الحزب في غضون الـ 10 أيام المقبلة”.
اجتماع سوسة حضره بالخصوص مجموعة من المنتمين لحزب “نداء تونس”، ما يشير بوضوح الى أن الحزب الجديد سيركز وفي المقام الأول انتداباته على جمهور حزب “نداء تونس”، وذلك بعد أن عجز الشاهد ومن معه على “افتكاك النداء”، الذي يبدوا أنه استبق خطوات المقربين من الشاهد، وقام ب “تحصين” هياكله، وخاصة ما تبقى من كتلته البرلمانية، وذلك بعد خطوة الانصهار مع حزب “الاتحاد الوطني الحر”.
المشروع السياسي ليوسف الشاهد حتى وان كان يسير باتجاه “فك الارتباط تنظيميا مع نداء تونس” الا أنه يعمل بل يخطط الى التوجه بالتركيز الى جمهور النداء، مثلما أكد ذلك  الوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بالهجرة والتونسيين بالخارج رضوان عيارة في تدوينة على صفحته بموقع “فايسبوك”، اذ أشار الى “ان اجتماع يوم أمس (في سوسة) انتظم مع اطارات نداء تونس واصفا النقاش الذي دار بـ”حديث الصراحة”.
يبدوا أن التطورات الندائية الأخيرة، فرضت على “جماعة الشاهد” الحسم في استعادة “النداء التاريخي”، وهو ما أشارت له النائبة ادريس في تصريحها، حيث “أوضحت أنّ جميع الحاضرين في الإجتماع، أجمعوا على أنّه لا وجود لأدنى امل ليواصل حزب نداء تونس في المرحلة المقبلة”، وفق قولها.
وعلم موقع “التونسيون” من مصادر “مقربة جدا” من رئيس الحكومة أن الأيام القليلة القادمة ستشهد الاعلان عن استقالة يوسف الشاهد (الذي هو الان في وضع المجمد تنظيميا) من حزب “نداء تونس”.
من خلال التطورات الأخيرة، تطرح العديد من التساؤلات حول المشروع السياسي الجديد، لعل أهمها: فهل حسم الشاهد أمره أم أنه ما زال “يناور” للعودة الى “نداء الرئيس السبسي”؟ وفي حالة تأكد سيناريو القطيعة مع “النداء التاريخي”، هل أن الشاهد والذين من حوله قادرون على بناء حزب سياسي – في زمن قياسي – يكون قادرا على تجميع ما يسمى ب “القوى الوسطية” وبالتالي اعادة التوازن للمشهد السياسي والحزبي ؟ وهل أن يوسف الشاهد له من “المؤهلات” و “القدرات” لتزعم هذا التيار واعادة السيناريو الذي أنجزه الباجي قايد السبسي سنة 2012؟

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP