الجديد

كزدغلي/ قيس سعيد يربط “الحراك الليلي”: “بجهة سياسية قد تكون تسعي لتحقيق الفوضى”

رضا كازدغلي

قام الخبير في الاتصال السياسي رضا كزدغلي بالتعليق على الزيارة التي قام بها اليوم الرئيس قيس سعيد لمنطقة المنيهلة على خلفية الاحتجاجات الليلية وفي ما يلي نص التدوينة التي نشرها على صفحته على “فيسبوك”:
استمعت لما قاله رئيس الجمهوريّة اليوم في تنقله لمنطقة المنيهلة أمام عدد من المواطنين بالمكان، و أظن أنني قد فهمت منه في قراءة تحليلية للسياق و للجمل السياسية و الايحاءات ما يلي :
1) حرص على التصريح العلني بموقفه من أعمال الشغب الليلية في لقاء عام أمام الناس عوضا عن القيام بذلك من مؤسسة القصر الرئاسي بما يعني الانفصال عن إطار التواصل الرسمي عن بعد للتواصل عن قرب communication de proximité و في ذلك خيار ذكي أراد به حالة الالتحام الشعبي bain de foule بما يعنيه من تلاقي اتصالي وجداني مباشر يحقق بلا شك أكثر أثر لدى المتلقي.
2) لكن هذه الحركة الاتصالية قد لا تخفي مغزى آخر سياسي الهدف منه إبراء ذمته أو مسؤوليته من الاتهامات التي وجهت له بأن تنسيقيات ترفع اسمه تتبنى ما يحدث في جنح الظلام من لصوصية و اعتداء على الذوات و الممتلكات. و قد حرص في كلمته على الفصل بين حق الاحتجاج و الاعتداء المخالف للقانون.
3) كما أن هذا الالتحام لم يكن عفويا أو يمثل تحديا تواصلي لعالا مع العامة أو لا كان عادلا في اختيار المكان و الجمهور لكونه تم في منطقة الاريحية zone de confort للرئيس ( الحومة و القهوة و تضاريس العمران) التي تسمح له ذاستتادة معالمه مرحبا بك مرتكزاته الادراكية و الشعورية repères cognitifs et et émotionnelles
4) محاولة كسر جدار الصمت الذي اتّهمت به الرئاسات الثلاث منذ أيام و بالتالي التميز بهذا التصريح عن رئيس الحكومة و عن رئيس البرلمان.
5) َ إبراز موقفه بأنه لا يطالب بإيقاف حركة الاحتجاجات لكنه يتدخل لتأطيرها بالتوجيه و التنبيه و تحميل المسؤولية على من يرى أنهم “ممن يسعى بكل الطرق إلى توظيف(المحتجين) والمتاجرة بفقرهم وبؤسهم وهو لا يتحرك إلا في الظلام وهدفه ليس تحقيق مطالب الشعب بقدر سعيه لبث الفوضى، ثم تجاهل الضحايا منهم.”
6) تمرير الرسالة السياسية حول العمل التنفيذي للدولة من خلال إدارة الشأن العام بأنه” لا تقوم على تحالفات(الحلف البرلماني) ومناورات بل على قيم أخلاقية ومبادئ ثابتة لا يمكن أن تكون موضوع مساومة أو ابتزاز” مما يوحي أن الرئيس قد يكون خضع لابتزاز و المساواة.
7) و أخيرا و ذلك الأخطر بنظري و هو ربط حركة الاحتجاجات على الأقل خلال يومي السبت و الأحد بجهة سياسية قد تكون تسعي لتحقيق الفوضى للتمكن في مجال إدارة الشأن العام ” كما لا يمكن أن تكون الفوضى طريقا إلى تحقيقها.” و في هذا الموقف التقاء مضموني مع تصريحات عبير موسي اليوم.
و عموما فإن التصريح الرئاسي اليوم لا يخرج في ظاهرة من الإيجابية من حيث ادانته للعنف (بشروط) كما بدا للكثير و هو كذلك لكنه لا يخلوا من تكتيك اتصالي ذكي لتمرير مواقف سياسية عاجلة قابلة للنقاش.
و لولا الارتباك البروتوكولي في طريقة الظهور (لبس الكمامة مرة و نزعها مرة أخرى) و المخالفة الصريحة للبروتوكول الصحي (تنظيم لقاء شعبي مباشر في ظرف صحي وبائي حرج) لقلنا بأنه قد سجل نقطة إيجابية في رصيده الاتصالي.”.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP