الجديد

زلزال تركيا وسوريا.. حصيلة القتلى تتجاوز 30 ألفًا والهزات الارتدادية مستمرة

التونسيون- وكالات

تجاوزت حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال سوريا قبل نحو أسبوع 30 ألفًا مع انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة في البلدين، مع استمرار البحث عن ناجين رغم تضاؤل الآمال في العثور عليهم..

وفي اليوم السابع للزلزال تجاوز عدد قتلى الزلزال في تركيا 24 ألفاً و600 شخص، في حين وصل عدد القتلى في سوريا إلى نحو 4500 شهص.

وقد تمكنت فرق الإنقاذ اليوم الأحد من انتشال العديد من العالقين تحت الأنقاض في مدن تركية عدة، ولكن الآمال في العثور على المزيد من الناجين تتراجع، في حين أعلن الدفاع المدني في الشمال السوري انتهاء عمليات الإنقاذ.

ورغم مرور نحو أسبوع على حدوث زلزال كهرمان مرعش المدمر، فإن الهزات الارتدادية لا تزال مستمرة، حيث أعلن المركز الأورومتوسطي لرصد الزلازل تسجيل 70 هزة أرضية في تركيا السبت، تراوحت بين 3 و4.7 درجات على مقياس ريختر.

ووعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالانتهاء من رفع الأنقاض بأسرع وقت وبدء عملية إعادة إعمار المدن التي تضررت من الزلزال الذي يعد الأعنف خلال 100 عام، بحسب الأمم المتحدة.

وفي شمال سوريا، يواجه ملايين السكان أوضاعا أكثر تعقيدا في ظل انعدام شبه تام للمساعدات الدولية على الرغم من الإعلان عن دخول أولى قوافل الإغاثة المقدمة من الأمم المتحدة وتركيا من خلال معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

وفي هذه الأثناء، تخشى منظمات وسكان في المناطق المنكوبة بتركيا وسوريا من إمكانية انتشار الأوبئة مع بقاء الجثث تحت ركام المباني المدمرة، وقال فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، إنه تم اتخاذ كل التدابير لمواجهة احتمالات انتشار أوبئة بالمناطق المتضررة.

وصفه بكارثة القرن.. عالم إسباني: لهذه الأسباب كان زلزال تركيا وسوريا مدمرا

قال خوردي دياز عالم الزلازل في معهد برشلونة لعلوم الأرض التابع للمجلس الأعلى للبحث العلمي في إسبانيا إن “الزلزالين اللذين وقعا بولاية كهرمان مرعش التركية هما زلزالان كبيران يفصل بينهما 9 ساعات، وهذه حالة نادرة جدًّا”.

وأضاف دياز في مقابلة مع الأناضول أن الإحصاءات أظهرت أن الزلزالين كانا الأكبر من نوعهما في تركيا خلال قرن، لذلك يمكن وصف الحالة بأنها “كارثة القرن”.

وأشار إلى أن العالم يشهد وقوع زلازل بهذا الحجم من 10-20 مرة في العام، لكن الزلزال الذي ضرب تركيا كانت له خصائص فريدة من حيث قدرته التدميرية.

ولفت العالم الإسباني إلى أن الزلزالين تسبّبا بخسائر فادحة في المنطقة، لأن مركزهما كان قريبًا جدًّا من السطح بعمق 15-20 كيلومترًا فقط، فضلًا عن قربه من المناطق السكنية ذات المباني غير المؤهلة لتحمل هذا النوع من الزلازل.

وأردف قائلا “نطلق على الزلازل المشابهة لزلزالي مرعش تسمية الزلازل الضحلة، وهذا النوع يحمل قدرات تدميرية أكبر”، مؤكدا أن إسبانيا شهدت زلزالًا مشابهًا وقع في مدينة لوركا (جنوب) في 11 مايو/أيار 2011، ولكن زلزال تركيا كان أشد بألف ضعف من زلزال لوركا في إسبانيا.

كما قارن العالم الإسباني بين زلزال مرعش والزلزال الذي ضرب مدينة توهوكو اليابانية في 2011، قائلا إن زلزال مرعش كان عبارة عن زلزالين كبيرين بفاصل 9 ساعات فقط، وكمية الطاقة المنبعثة منهما تزيد بمقدار 30 مرة على مثيلتها في اليابان.

تهديد إسطنبول

من ناحية أخرى، قال دياز إن “إسطنبول تعدّ من المناطق التي يصنفها خبراء بين الأماكن المعرضة لحدوث حركات زلزالية”.

وأضاف أن إسطنبول تتعرض لتهديد واضح للغاية، ومن المتوقع حدوث زلازل كبيرة مماثلة في طوكيو ومدينتي لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية.

ودعا لإنشاء مبانٍ جديدة تتمتع بأفضل مقاومة للزلازل، وتوفير دعم لوجستي أكبر لفرق الإنقاذ في المناطق المهددة بالزلازل.

وتابع “إذا كنت تعيش في منطقة زلازل فيجب أن تعلم أن الهزة الأرضية قادمة عاجلًا أم آجلًا. حدث الزلزال العظيم في سان فرانسيسكو عام 1906، والآن ينتظر الجميع هزة أرضية كبيرة جديدة هناك”.

وذكر دياز أن تشييد المباني المقاومة للزلازل يسهم في إنقاذ الأرواح، كما هو الحال في اليابان وهاييتي.

وفجر 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، مما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP