الجديد

اسرائيل اليوم: الغرب يعمل على إعادة حكم غزة للسلطة الفلسطينية

بدأت الأسرة الدولية حواراً مع السلطة الفلسطينية على استلام الحكم في غزة في اليوم التالي لإسقاط حكم حماس، هكذا يفهم من تصريحات علنية لرئيسي الولايات المتحدة وفرنسا، ومن معلومات وصلت إلى “إسرائيل اليوم”.

تجاوزت المحادثات الأفكار المبدئية ودخلت إلى مستويات تفصيلية عالية. وطلب مندوبو السلطة مقابلاً على استعدادهم لاستعادة السيطرة على القطاع.

من التوقعات التي طرحت: تقييد البناء الإسرائيلي في “يهودا والسامرة”، والاعتراف بوجود دولة فلسطينية فور دخول السلطة إلى القطاع.

تأتي الاتصالات مع الفلسطينيين خلف ظهر إسرائيل التي لا يزال قادتها يركزون في هذه المرحلة على الخطط الحربية وليسوا متفرغين للبحث في الحلول السياسية المقبلة. وقال مسؤولون كبار في إسرائيل لـ “إسرائيل اليوم”، إنهم يرون أنه من السابق لأوانه البحث في مسألة من يحكم القطاع بعد القضاء على حماس ونزع قدراتها العسكرية.

طرح الموضوع في جلسات الكابينت بالذات، وذكرت أفكار مختلفة. جرى الحديث عن نظام دولي، ورعاية مصرية، وتحكم إسرائيلي، وإعادة السلطة الفلسطينية، وإعادة محمد دحلان وغيره. ومع ذلك، لم يتخذ قرار، واتفق أنه يجب أولاً سحق حماس، ثم البحث في المخططات السياسية.

لكن في الوقت الذي تمتنع فيه إسرائيل عن الانشغال بالحلول السياسية، يبدو أن الغرب لا ينتظر. فقد قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، أول أمس، في البيت الأبيض، إنه “عند انتهاء هذه الأزمة، يجب تكوين رؤية حول ما سيأتي بعد ذلك. برأينا، يجب أن يكون هذا حل الدولتين”.

أما الرئيس الفرنسي ماكرون، فأضاف في أثناء زيارته إلى القاهرة، أنه “يجب العمل بحزم لتحقيق حل الدولتين. نحن ملزمون بعمل هذا في هذه النقطة، لأننا انتظرنا زمناً أكثر مما ينبغي. هذا عاجل وهام، وأعتقد أنه الطريق للسير فيه بالتوازي مع القتال ضد الإرهاب”.

وفي الوقت الذي يعمل فيه زعماء الغرب وحلفاء إسرائيل على الدفع قدماً من جديد بفكرة الدولة الفلسطينية الموحدة في مناطق الضفة وغزة، يجلس في الحكومة والكابينت وزراء يرفضون هذا رفضاً باتاً.

ادعى أحد الوزراء بأن هجمة حماس الإجرامية قلصت استعداد الجمهور الإسرائيلي للتنازلات وللانسحابات مقابل اتفاقات سلام. وقال الوزير إنه “لا يعقل أن يسفك دم إسرائيلي لإقامة حكم أبو مازن في غزة، بل سيطرح علينا شروطاً”.

اعتقد وزير آخر في الكابينت بأن “اقتراح إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة فكرة سيئة؛ فالسلطة لا تقاتل الإرهاب في الضفة، باستثناء مع يعرضها للخطر من بين أناس حماس. وهي تشكل عاملاً غير مستقر لا يمكن الاعتماد عليه”.

وزير ثالث ذكر أن السلطة الفلسطينية لم تشجب هجمة إرهاب حماس على الإطلاق، بل العكس: وزير الأوقاف في السلطة الفلسطينية دعا الجمهور العربي في الضفة إلى مهاجمة الاستيطان اليهودي بجموعهم. وزير آخر شارك في جنازة أحد المخربين الذين قتلوا في طولكرم. فهل هؤلاء هم من تريدون أن يكونوا في غزة؟”، سأل.

جاء تعقيب من ديوان رئيس الوزراء بأن المطالب الفلسطينية ليست معروفة لهم. الناطق بلسان السفارة الأمريكية في إسرائيل أجاب على سؤال لـ “إسرائيل اليوم” بأن “الولايات المتحدة ستواصل دعم الجهود التي تشق الطريق لحل الدولتين. الإسرائيليون والفلسطينيون يستحقون أن العيش بأمن وكرامة وسلام بالقدر ذاته”.

“الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بكرامة الشعب الفلسطيني وبحقه في تقرير المصير. أفعال مخربي حماس لم تحرمهم (الفلسطينيين) هذا الحق.

 أرئيل كهانا

إسرائيل اليوم 27/10/2023

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP