الجديد

حزب الشاهد.. ويتواصل تناسل "شقوق" نداء تونس  

التونسيون – نبيل البدوي

يستعد المقربون من رئيس الحكومة يوسف الشّاهد للإعلان عن حزبهم الجديد الذي اختاروا له مدينة المنستير كانطلاقه رسمية، وهي المدينة التي لا تخفى رمزيتها وارتباطها بالزعيم الحبيب بورقيبة،  الذي طوّر الحركة الإصلاحية التونسية، وكان له مشروع وطني سعى من خلاله الى بناء بلد حديث ينتصر للمرأة وللطبقة الوسطى ومجانية التعليم والصحة.

وبذلك تتعزز قائمة الأحزاب التي خرجت من رحم النداء برقم جديد بعد “مشروع تونس” بزعامة محسن مرزوق و”بني وطني” بزعامة سعيد العايدي و”المستقبل” بزعامة الطاهر بن حسين وليس بعيدا عن هذه الأحزاب نجد حزبين في نفس هذا التوجٌه وهما “البديل التونسي”، الذي يضم جزءا من “نداء تونس” من الذين أسسوا حزب “تونس أولا” الذي اندمج في حزب “البديل” بزعامة مهدي جمعة،  وكذلك حزب “أفاق تونس” بزعامة ياسين أبراهيم، الذي التحق به عدد من المنسحبين من “نداء تونس”، فيما أنسحب منه آخرون ليلتحقوا بحزب يوسف الشٌاهد.

كل هذه “الأحزاب” يضاف لها الحزب الأصل “نداء تونس” ترفع شعار توحيد العائلة الوسطية ولها نفس الرهان الانتخابي ” ماكينة الدساترة ” لكن ماهي معوّقاتها وحظوظها في الفوز بأكبر عدد من المقاعد في مجلس نوٌاب الشعب في 2019 ؟

وهو الشرط الأوٌل حتى تتمكٌن من تشكيل حكومة تكون قادرة على احداث إصلاحات فعلية فشل نداء تونس في تحقيقها بسبب عدم قدرته على تشكيل حكومة دون “موافقة” حركة النهضة التي كانت تشكٌل الكتلة الثانية قبل أن تصعد للمرتبة الأولى بسبب الخلافات في نداء تونس

لكن هذا الحلم بتوحيد العائلة الوسطية يصطدم بأكثر من حاجز ففي غياب شخصية كاريزمية مثل الرئيس الباجي قايد السبسي يصعب لأي حزب أن يجمّع ما جمّعه النداء من 2012-2014 فهؤلاء يتجاهلون معطى أساسي وهو شخصية الباجي قايد السبسي كما أن هوس الزعامة قاسم مشترك بينهم ولا أحد من هؤلاء الذين يقودون الأحزاب مستعد لأن يكون في المقعد الثاني فجميعهم يحلم برئاسة الحكومة أو الجمهورية وبالتالي لا أحد منهم مستعد للتنازل.

العائق التالي، هو يأس الشارع بعد الإحباط الذي عاشه على اثر انتخابات 2014 وتلاشي النداء ، فالثقة في الطبقة السياسية أصبحت مفقودة وخاصة في الذين صعدوا باسم “نداء تونس” ثم انسحبوا منه لتحالفه مع حركة النهضة ليكونوا حلفائها من جديد ب” باتيندة ” جديدة.

كما يتجاهل هؤلاء الحالمون أن “نداء تونس” قادر على أن يتجدٌد في حال تم تنظيم مؤتمر ديمقراطي انتخابي،  فالانتخابات البلدية الأخيرة أثبتت أن “نداء تونس” مازال الحزب الثاني على الأقل رغم كل ما مرّ به من مشاكل وانسحابات واستقالات.

فهوس الزعامة دمّر محاولات توحيد اليسار التونسي وهو سبب من أسباب غياب نجاعته الانتخابية رغم جديٌة مشروعه الاجتماعي ، وهو – نفس الداء – الذي سينهي أيضا محاولات توحيد العائلة الوسطية في غياب زعيم له إرث تاريخي وكاريزما مثل الرئيس الباجي قايد السبسي الذي نجح في تجميع طيف واسع من التونسيين في فترة عصيبة مرٌت بها البلاد ومازالت تداعياتها متواصلة .

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP