الجديد

السترات الصفراء: الفصل العاشر .. "ماكرون استقل"

التونسيون- وكالات
تظاهر اليوم السبت 19 جانفي 2019 محتجو السترات الصفر الذين كانوا بدأوا تحركاتهم قبل أكثر من شهرين، ليتواصل الفصل العاشر على التوالي وسط مخاوف متجددة من حدوث أعمال عنف، ورغم بدء ايمانويل ماكرون “النقاش الوطني” الذي لا يبدو أنه هدأ غضب المحتجين.
ردد بضع عشرات من المتظاهرين الذين تجمعوا بهدوء منذ الصباح في ساحة الأنفاليد نقطة التجمع الرئيسية في باريس “ماكرون استقل”. وقالت متظاهرة صوفي تيسييه إن “ماكرون لا يسمع ولا يفهم شيئا مما يحدث ونحاول أن نجعله يفتح عينيه. هناك معاناة إنسانية حقيقية”.
سيشكل عدد المتظاهرين السبت مؤشرا إلى فاعلية “النقاش الوطني” الذي أطلقه ماكرون لتطويق أسوأ أزمة اجتماعية منذ انتخابه في 2017، وأفاد مصدر أمني أنه من المتوقع تعادل تعبئة السبت العاشر من حيث الحجم تعبئة الأسبوع الماضي، إذ تظاهر، في 12 يناير/كانون الثاني 2019، أكثر من ثمانين ألف شخص على الأقل بحسب أرقام السلطات مما خيب آمال هذه السلطات التي راهنت على انحسار حركة الاحتجاج الذي لوحظ أثناء احتفالات نهاية العام.
فيما يتعلق بعنف الحركة، أوضح المصدر الأمني أنه أطلقت دعوات للمتظاهرين باستهداف قوات الأمن، وشهدت التجمعات السابقة بعض الصدامات العنيفة أحيانا. وقال لوران نونيز وزير الدولة للداخلية إن السلطات أعدت انتشارا أمنيا شبيها بنهاية الأسبوع السابق، وكان تم نشر نحو ثمانين ألف شرطي ودركي في فرنسا أي ما يساوي عدد المتظاهرين الأسبوع الماضي.
جاءت هذه الدعوة الجديدة في نوعها في باريس، بعد أسبوع شهد جدلا كبيرا حول استخدام الشرطة بنادق الكرات الوامضة التي تتفتت عند ارتطامها بالهدف، علما أن فرنسا هي من الدول الأوروبية القليلة جدا التي تستخدم هذا السلاح الذي سبب إصابات خطرة بين المتظاهرين.
ودافع وزير الداخلية كريستوف كاستانير الجمعة عن استخدام ذلك السلاح الذي قال إنه بدونه لا يعود هناك من خيار لقوات الأمن إلا “الالتحام الجسدي” مع المحتجين، معتبرا أنه في تلك الحالة سيكون هناك “عدد أكبر بكثير من الجرحى”. كما عبر عن “دهشته” للاتهامات بوقوع عنف من قبل رجال الأمن رغم بعض أشرطة الفيديو التي تظهر استخدام ذلك السلاح بدون وجود تهديد وشيك على مطلقه.
بالتوازي مع ذلك يواصل الرئيس ايمانويل ماكرون جولته عبر فرنسا لإجراء نقاشات مطولة مع مئات من رؤساء البلديات وذلك في إطار ما أطلق عليه “النقاش الوطني” الهادف للإنصات لمطالب المحتجين. وحذر كريستيان فنري رئيس جمعية رؤساء البلديات الريفية في لو (جنوب غرب) في بداية النقاش في مدينة سوياك الصغيرة قائلا “أحذركم السيد الرئيس من أنه لا ينبغي أن يتحول هذا النقاش الكبير إلى خدعة كبيرة”.
وعلاوة على الحوار مع المسؤولين المنتخبين تنظم في إطار هذا “النقاش الوطني الكبير” في أنحاء فرنسا، نقاشات بين مواطنين حول محاور القدرة الشرائية والضرائب والديمقراطية والبيئة، ووعد الرئيس بمتابعة هذه النقاشات على أمل الاستجابة بذلك لكافة أشكال الغضب. لكن الكثير من محتجي “السترات الصفر” يرون في هذا النقاش الكبير وسيلة لدفن مطالبهم، خصوصا وأن ماكرون رفض مجددا خصوصا إعادة فرض الضريبة على الأكثر ثراء وهو من مطالب حركة الاحتجاج.
وأشار استطلاع نشر الخميس إلى أن 94٪ من الفرنسيين سمعوا عن “النقاش الوطني الكبير”، لكن 64٪ شككوا في جدواه وأقل من الثلث (29٪) قالوا إنهم ينوون المشاركة فيه.
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP