الجديد

الأحزاب الدستورية .. معركة حول الإرث البورقيبي و " ماكينة " التجمع   

نبيل البدوي 
منذ سقط النظام السابق وحتى قبل صدور قرار قضائي بحل التجمع الدستوري الديمقراطي وريث الحزب الدستوري تأسست مجموعة من الأحزاب اندثر معظمها أو اندمج في أحزاب أخرى منها الحزب الإصلاحي الدستوري بقيادة المرحوم رضا عُياد ثم فوزي اللومي  الذي كان الأرضية التي أنطلق منها نداء تونس وحزب الوطن الذي أندمج في المبادرة بقيادة محمد جغام.
ومن جملة الأحزاب الدستورية لم يبق في المشهد السياسي إلا حزبي المبادرة الدستورية الديمقراطية والحزب الدستوري الحر وقد أصبحت “الحرب ” بينهما معلنة وعنوانها الأساسي الإرث البورقيبي من جهة وتوصيف ما حدث في 14 جانفي ففي الوقت الذي ينتصر فيه حزب المبادرة للثورة ويعتبرها خطوة من أجل تحقيق الديمقراطية التي فشل الحزب الدستوري ووريثه التجمع في تحقيقها الى الحد الذي شارك فيه رئيس الحزب في جلسات هيئة الحقيقة والكرامة كما قدم اعتذاره عن تجاوزات نظامي بن علي وبورقيبة تعتبر عبير موسي وحزبها أن ما حدث في تونس ليس أكثر من مؤامرة خارجية نفذت بأيادي تونسية كان هدفها تسليم السلطة للإسلاميين وتحطيم النموذج التونسي والتفريط في السيادة الوطنية وتستشهد عبير موسي بالحصيلة الكارثية لثماني سنوات من الثورة .
هذه المعركة في ظاهرها حول إرث بورقيبة وإصلاحاته الاجتماعية والثقافية لكن في حقيقتها هي سباق حول من يكون الأقدر على استقطاب ” ماكينة ” التجمع من عمد ورؤساء شعب ومعتمدين وولاة ونواب سابقين وغيرهم من الذين تحملوا مسؤولية في نظام بن علي خاصة .
فالحزب الدستوري الحر الذي لا تترك رئيسته عبير موسي أي فرصة للقدح في الدستوريين اللذين لم يلتحقوا بها وخاصة كمال مرجان ومحمد الغرياني في سباق مع الساعة مع حزب المبادرة الدستورية الديمقراطية وحزب نداء تونس   أيضا الذي يضم عددا كبيرا من التجمعيين وحتى في حزبي مشروع تونس وتحيا تونس فهل تنجح عبير موسي في أن يكون حزبها الوريث الأساسي للتجمع الدستوري الديمقراطي أم ينجح كمال مرجان ومحمد الغرياني في اقناع التجمعيين بأن  غياب الديمقراطية كان السبب الأساسي في سقوط النظام السابق وبالتالي لابد من الاستفادة من الدرس وجعلها أساس البرنامج السياسي للمشروع الجديد للدساترة .
 
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP