الجديد

هل تغذي فاجعة الرضع الصراع بين قرطاج والقصبة؟

منذر بالضيافي
بدعوة من رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي يحضر غدا الاثنين 11 مارس 2019 وزير الصحة المستقيل عبد الرؤوف الشريف اجتماع مجلس الأمن القومي، وذلك لتقديم عرض حول حادثة وفاة 11 رضيعا بمركز التوليد وطب الرضيع بمستشفى الرابطة بالعاصمة  وتحديد المسؤوليات.
دعوة أثارت تساؤلات حول الخلفيات السياسية التي قد تكون حركتها، خصوصا في ظل تواصل توتر العلاقة بين “القصرين”، قرطاج والقصبة، وبعد أن انتقلت العلاقة من “حرب باردة” الى مواجهة مفتوحة ومعلنة، بين الطرفين.فهل تزيد فاجعة الرضع في تغذية الصراع بين السبسي والشاهد؟
كما اعتبر البعض أن اثارة فاجعة رضع مستشفى الرابطة في مجلس الأمن القومي تعبر عن وجود خيار لدى الرئيس السبسي مفاده “توظيف” هذا المجلس في الصراعات السياسية مع خصومه، وهو الذي سبق له أن استدعى هيئة الدفاع عن الشهيدين بلعيد والبراهمي، للتباحث في ملف الجهاز السري لحركة النهضة، الذي تتهمه هيئة الدفاع بالمسؤولية عن اغتيال الشهيدين، والذي استغربته حركة النهضة، ورأت فيه “تصفية حسابات سياسية”، بعد أن قررت الحركة دعم رئيس الحكومة في معركته مع نجل الرئيس وقصر قرطاج، وأن ما محصل هو “تأديبا” لها عن مساندتها ل “الاستقرار الحكومي”.
في ذات السياق، “استغرب محسن مرزوق الامين العام لحركة مشروع تونس من دعوة وزير الصحّة من طرف رئيس الجمهورية لحضور اجتماع مجلس الأمن القومي غدا الإثنين لتقديم ملابسات وتفاصيل فاجعة وفاة 11 رضيعا بمستشفى الرابطة”.
وصرح مرزوق اليوم الأحد 10 مارس 2019 قائلا: ان “هذه الدّعوة تمثّل محاولة استغلال سياسي نظرا للصراع القائم حاليا بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة”. معتبرا “أنه ليست من مشمولات مجلس الأمن القومي النظر في القضايا الانسانية”.
يذكر، أن حزب “نداء تونس”، بقيادة نجل الرئيس قايد السبسي، قد طالب الحكومة بـ”الاستقالة فورا على خلفية مقتل 11 رضيعا بقسم التوليد بمستشفى الرابطة”.
وحمّل الحزب في بيان صادر عنه الحكومة مسؤولية تردّي الأوضاع على كافة المستويات، مُعربا عن “تخوّفه من مغبّة حصول المزيد من الكوارث نتيجة تفرّغ الحكومة لتأسيس حزب بدل خدمة المواطن”.
وأعلنت الحركة أنّها “كلّفت اللجنة القانونية للحزب بمساعدة أفراد عائلات الضحايا في مساعيهم لإظهار الحقيقة ومحاسبة المتسبّبين في الكارثة قضائيا”.
يذكر أن العلاقة بين قرطاج والقصبة، قد توترت أكثر بعد الاعلان عن ميلاد حزب “تحيا تونس”، المحسوب على رئيس الحكومة يوسف الشاهد، والذي رأي فيه الرئيس السبسي أنه “حزب الحكومة”، الذي  يلاقي دعما من النهضة، و”أن الغنوشي يدعم الشاهد”، مثلما صرح بذلك في حوار مع جريدة “العرب” اللندنية، كما اعتبر الرئيس السبسي، في نفس الحوار السبسي، أن الحكومة الحالية بيد وتحت سيطرة النهضة. وذلك بعد أن عجز الرئيس عن الاطاحة بالحكومة، بسبب فقدان جزبه (نداء تونس) للأغلبية البرلمانية.
بعد تأسيس كتلة برلمانية مساندة له، كانت النواة الرئيسية لبعث حزب سياسي، أصبح يوسف الشاهد أكثر ازعاجا للرئيس الباجي قايد السبسي، خصوصا بعد تصدره لاستطلاعات الرأي في سباق الرئاسيات، وورود حزب “تحيا تونس” في استطلاعات الراي، حتى قبل الاعلان الرسمي عن تمكنه من الوصل القانوني.
فالرئيس السبسي، على بينة أن طموحات “الرئيس الشاب”، يوسف الشاهد، لن تتوقف عن هذا الحد، وأنه في طريق مفتوح لإعلان الترشح للانتخابات الرئاسية، ليكون بذلك منافسا من داخل “العائلة” السياسية للرئيس السبسي، لو قرر الترشح لعهد ثانية.

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP