الجديد

ناجي جلول .. يعارض الشاهد ويتطلع لزعامة "نداء تونس"

خديجة زروق
بعد أن غاب، عن كل عمليات سبر الآراء، التي كانت تعطيه لفترة طويلة مركزا متقدما، ضمن الشخصيات الأكثر حضورا في نوايا التّصويت في الانتخابات الرّئاسية القادمة، عاد مؤخرا القيادي في النداء والوزير السابق، ناجي جلول، للظهور من جديد ومن بوابة الاعلام، الذي كان وراء بروزه وتصدره المشهد بعد ثورة 14 جانفي 2011.
عودة جلول سواء في وسائل التواصل الاجتماعي ( فيسبوك خاصة)، أو عبر الاعلام التقليدي، تحديدا للمنابر والبلاتوهات السياسية، الاذاعية والتلفزية، عودة يبرز من خلال نسق تواترها وأيضا مضمونها، أنه مخطط و “مبيت لها بليل” كما يقال.
يسعى جلول وبسرعة الى  تدارك التراجع المسجل في “الشعبية”، والذي بينته وكشفت عنه عمليات سبر الآراء، التي يعتبرها الدكتور جلول، أنها محل “شبهة” لكونها موظفة للتأثير على الناخب وتوجيهه، من قبل جهات لا يريد أن يسميها، لكنه يقوا انها “معلومة لدى الجميع”.
في مسعاه للعودة لتصدر المشهد السياسي والاعلامي، اختار الرجل خطابا نقديا لحصيلة الحكم أولا، وذلك من خلال عرض المؤشرات السلبية في المجال الاقتصادي، والتي أرجعها لغياب الكفاءة والرؤية في ادارة وتدبير شؤون البلاد، وهنا يستهدف المدير العام لمعهد الدراسات الاستراتيجية، مباشرة رأس السلطة التنفيذية، رئيس الحكومة يوسف الشاهد.
ويذهب جلول بعيدا في نقد الشاهد، متسلحا بثقافته السياسية العميقة والموسوعية، فعيب عليه ممارسته السياسة دون “عمق أخلاقي”، في اشارة لما يعتبره “تمرد” رئيس الحكومة على حزبه وعلى “ولي نعمته” في المجال السياسي، الذي منحه فرصة دون غيره، من قياديي النداء التي يعتبرها جلول أحق بالمنصب من يوسف الشاهد.
وفي هذا الاطار، ولإبراز ما يعتبره نقص في “التجربة” و “الكفاءة” و “المعرفة بالمجتمع”، كرر ناجي جلول في الأيام الأخيرة دعوته لرئيس الحكومة، الى “مناظرة” تلفزية أمام الملأ، يعتبر أنه سيحسمها لصالحه وهو الأكثر والأوسع ثقافة، والأكثر سيطرة على تقنيات الاتصال والتواصل، وبالتالي يريد أن يسحب الرجل الى ملعب لا يحسن اللعب أو المبارزة فيه.
كما يستمر جلول في التأكيد،  في كل ظهور اعلامي له، على ضرورة “أخلقة السياسة”، مثلما سبق وأن ذكرنا، وهو خطاب موجه ل “غريمه” السياسي، وهو ليس الا رئيس الحكومة يوسف الشاهد، الذي “تنكر” لمن كان له عليه فضل، وأيضا للحزب الذي أوصله لسدة الحكم في القصبة، مؤكدا على “وفائه” الدائم للرئيس الباجي قايد السبسي، ولنجله “صاحب باتيندة” حزب “نداء تونس”.
للاشارة، فان جلول وبرغم نقده لما حدث ويحدث في “نداء تونس”، تحت زعامة نجل الرئيس حافظ قايد السبسي، فانه اختار البقاء و الاستمرار و “الصبر على الأذى”، ولم يغادر أو يتنكر أو يتطاول على “صاحب الباتيندة”، على غرار ما قام به جل قيادات النداء وعلى رأسهم يوسف الشاهد الذي أعطى لنفسه “شرعية” من معارضته لحافظ قايد السبسي.
بقاء جلول في صف “صاحب الباتيندة” لا يمكن أن يفسر بالبعد “الأخلاقي” فقط، بل أنه يعبر عن خيار سياسي، فرضته “اكراهات” الواقع والمرحلة، فليس هناك حلول عديدة أمام “سي الناجي” للبقاء في واجهة المشهد، الا عبر بوابة “نداء تونس”، الذي يخطط لزعامته بعد أن هجره من كان ينافسه من “خيرة الندائيين”.
وهو ما لا يخفيه الرجل، الذي عبر عن نيته مسك الأمور بيده، من خلال عزمه الترشح للأمانة العامة للحزب، في مؤتمر 6 أفريل القادم، ولو تحقق له ذلك فانه سيكون لاعبا مهما في المشهد، على اعتبار الفراغ الكبير الذي تعاني منه الساحة السياسية، في مستوى “الزعامات” وكذلك “الأحزاب”، ما جعل حزب “نداء تونس” يبقي على  “توهجه” ليتحول الى “علامة” أو  “ماركة”، برغم ما أصابه من “ضعف” و “تفكك” و “شيطنة”، وهذا ما يراهن عليه السياسي والمثقف ناجي جلول. لكن، هل سيقدر على “تحرير” الحزب من “سطوة صاحب الباتيندة” ؟ وهل سينجح في ما فشل فيه غيره ويعيد مجد النداء الضائع؟
 
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP