الجديد

خادم الحرمين في زيارة رسمية لتونس عشية القمة العربية

منذر بالضيافي
في بيان لها، أعلنت الرئاسة التونسية، أنه و بدعوة من رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، يؤدّي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، زيارة دولة إلى تونس يومي 28 و29 مارس الجاري على رأس وفد هام من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين في المملكة. وذلك عشية القمة العربية التي تستضيفها تونس 31 مارس الجاري، وهي زيارة ستستمر بعد القمة، وتكشف عن وجود خيار سعودي بدأ مع وصول الملك سلمان لسدة العرش، مفاده وجود سياسية خارجية ودفاعية “هجومية”، وارادة قوية في توظيف المكانة الاستراتيجية والاعتبارية للملكة، في تزعم قيادة المنطقة. 
وعلم موقع “التونسيون” من مصادر مطلعة أن الملك سلمان سيقضي حوالي أسبوع كامل في تونس، اذ سيترأس وفد المملكة في الدورة الثلاثين للقمة العربية، التي تحتضنها تونس يوم 31 مارس 2019 الجاري، التي ستليها ندوة اقتصادية عربية صينية في الثاني من شهر أفريل المقبل.
وفي تصريح لموقع “التونسيون” قال مصدر في الرئاسة التونسية “أن الرئيس الباجي قايد السبسي، يعتبر زيارة و حضور خادم الحرمين الشريفين، في قمة تونس حدث بارز ودعم للعلاقات التاريخية بين البلدين، فضلا عن كونه يعتبر مساندة لتونس في المرحلة الانتقالية الصعبة التي تمر بها”.
ووفق بيان للرئاسة التونسية، صدر الأربعاء 27 مارس، فان هذه الزيارة “تأتي في إطار تمتين العلاقات التاريخية المتميزة القائمة بين تونس والمملكة العربية السعودية الشقيقة ورغبة البلدين المشتركة في مزيد تعزيزها وتنميتها في كافة المجالات بما يعود بالخير والفائدة على الشعبين الشقيقين”.
وتشهد العلاقات الثنائيّة التونسيّة السعودية زخما كبيرا منذ زيارة رئيس الدولة إلى الرياض في ديسمبر 2015، تتالت على إثرها زيارات هامة لكبار المسؤولين من البلدين، أبرزها زيارة الأخوة والعمل التي أدّاها ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان إلى تونس في شهر نوفمبر 2018.
قال رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي إن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تشكل انطلاقة متجددة في تاريخ العلاقات التونسية السعودية.
علاقات خاصة .. بين السبسي وال سعود

وكان الرئيس قايد السبسي قد استقبل بنفسه، في 27 نوفمبر 2018، ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تعبيرا عن الحفوة والمكانة التي يوليها للعلاقات مع المملكة العربية السعودية.
وبتلك المناسبة،  أكد الأمير السعودي أنه يعتبر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي “بمثابة والده” مضيفا أن الشعب التونسي هو شعب عزيز جدا لدى السعوديين، ومنوها بمتانة العلاقة بين البلدين الشقيقين.
وتابع ولي العهد السعودي، وإلى جواره الرئيس التونسي قائلا: “مستحيل أن تكون لدي جولة في شمال إفريقيا، دون التوقف في تونس”.
أما رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، فقد عقب بالقول إن “الأبناء كانوا في نفس مستوى الآباء، في إشارة إلى الملك السعودي الراحل عبد العزيز آل سعود والزعيم الحبيب بورقيبة، وهو ما يحافظ على تميّز العلاقات بين البلدين”.. وأضاف قائد السبسي قوله “يشرفني أن يعتبرني الأمير محمد بن سلمان بمثابة والده”..
وتحظى زيارة الملك سلمان لتونس،  وحضوره القمة العربية،  بمكانة خاصة لدى القيادة التونسية، ترجمت من خلال نعالم الزينة والحفاوة التي استبقت هذه الزيارة.
و من المقرر أن يلتقي الملك سلمان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، قبل أن يشارك في قمة الجامعة العربية يوم الأحد المقبل.
كما ستشكل الزيارة فرصة لتونس لاقتراح مشاريع من المحتمل أن تجذب استثمارات سعودية جديدة، إذ يبلغ حجم هذه الاستثمارات حالياً ملياري دينار ما يُعادل 600 مليون يورو.
هذا وأعلنت الخارجية التونسية، أن وفداً يضم أكثر من 1000 شخص سيرافقون الملك سلمان من أجل حضور القمة العربية التي ستليها ندوة اقتصادية عربية صينية في الثاني من شهر أبريل المقبل.
المملكة .. مرحلة جديدة

تجدر الاشارة، الى أن المملكة العربية السعودية، دخلت منذ أربعة سنوات، مرحلة جديدة في تاريخها، مع تولي  خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مقاليد الحكم، سمتها الأساسية الرغبة والارادة السياسية، في القطع مع طريقة ادارة الحكم التي سبقته، القائمة على الاستناد الى الريع النفطي، ما يجعل المملكة “رهينة” تقلبات سوق النفط.
وبالتالي التفكير في تنويع الاقتصاد السعودي، ضمن رؤية تمتد الى 2030، والتي ستدخل المملكة في طور جديد، بدأت ملامحه لا في التحررية الاقتصادية فقط، وانما ضمن تصور شامل يرافقه سياسية في الانفتاح الثقافي والمجتمعي، وهي ليست بالعملية السهلة في مجتمع يوصف بكونه “تقليدي”.
أما على المستوى الخارجي، فان المملكة بصدد المرور لانتهاج سياسة جديدة، أكثر جرأة واستباقية، عما كانت عليه قبل وصول الملك سلمان لسدة العرش.
في هذا السياق، أشار الباحث في مركز كارنجي للشرق الأوسط، فريدريك ويري الى أن “تسلم الملك سلمان العرش أدى إلى قطيعة مع أسلوب المناورة الحذرة وراء الكواليس نوعاً ما الذي اتّسم به سلفه الملك عبد الله”، و تتميّز سياسة سلمان بنهج أكثر حزم  وبنزعة عسكرية تجاه الصراع الإقليمي.
و في الختام نشير الى أن  التحديات الاقتصادية التي تلوح في الأفق، والناجمة عن استمرار انخفاض أسعار النفط، قد تحبر المملكة  على إعادة تقويم سياساتها الخارجية، لكنها لن تتخلى عن دور القوة المؤثرة في المنطقة.

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP