الجديد

القمة العربية… تونس بخير

عماد بن عبدالله السديري
من المهم أن ندرك أن تنظيم تونس للقمة العربية ليس بالحدث السياسي أو الدبلوماسي العابر. بل ينطوي انعقاد هذه القمة في بلادنا على رسائل إيجابية عديدة، لعلّ أهمّها على الإطلاق أنّ تونس التي مرّت بهزّات كثيرة في السنوات القليلة الماضية قد أصبحت اليوم بخير وعافية، إذ لديها ما يكفي من الموارد والقدرات لعقد أكبر تجمّع لقادة الدول العربية على الإطلاق في ظروف طيّبة ومريحة.
والمتابع لما نشرته معظم وسائل الإعلام العربية والدولية يدرك أن هناك إجماع إعلامي على عِظَمِ الجهود التي بذلتها تونس لإنجاح هذه القمة، وذلك من خلال اتخاذ جميع الترتيبات الأمنية واللوجستية والبروتوكولية اللازمة لاستقبال ضيوفها وفقا لما هو معمول به في أكثر الدول تقدّما.
بل إن بعض وسائل الإعلام الدولية قد تحدّثت عن إيلاء السلطات التونسية اهتمام كبير بجميع التفاصيل لاستقبال القادة العرب المشاركين في القمة على أمثل وجه، حيث تحدّث موقع قناة روسا اليوم عن “الفخامة التونسية” التي يمكن رصدها في مطار تونس قرطاج الدولي أو قصر المؤتمرات بتونس العاصمة أو المركز الإعلامي الذي تمّ تجهيزه بأحدث الوسائل التقنية واللوجستية لتيسير عمل الإعلاميين والصحافيين الذين سيغطون أشغال القمة.
كما تحدّث موقع قناة سكاي نيوز العربية التي تبثّ من دولة الإمارات العربية المتحدة عن الأجواء الإيجابية التي تسبق انعقاد القمة في تونس، حيث نقلت أن شارع الحبيب بورقيبة في وسط العاصمة تونس قد شهد تنظيم حفل فني مساء يوم الأربعاء بمشاركة فرق موسيقية متنوعة، تفاعل معها الحضور بشكل واسع.
وعلّق الموقع على هذه الأجواء معتبرا أن تونس تعتز وتفخر باحتضانها هذا الحدث العربي الكبير. في الواقع، يبدو جليا أن الحكومة التونسية قد أرادت أن تستثمر انعقاد هذه القمة العربية في بلادنا لتؤكد أن تونس ما بعد 14 جانفي 2011 قد استعادت عافيتها بالكامل، وبخاصّة فيما يتعلّق بالجوانب الأمنية.
فمن المعلوم أن القادة العرب والوفود المرافقة لهم سيزورون بلادنا في زيارات رسمية معلنة لمدة يومين على أقل تقدير، وما يطرحه ذلك من تحديات كثيرة تخص الأمن والتنظيم والسير العادي لأعمال القمة. وعليه، فإن النجاح في توفير الظروف الملائمة لانعقاد القمة يبعث برسائل قوية من تونس ومن جميع الدول المشاركة في هذه القمة مفادها الأهم بالنسبة إلينا كتونسيين وتونسيات أن الخضراء تسير في الطريق الصحيح ولا خوف منها أو عليها.

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP