الجديد

عسكريون بقبعات سياسية في 3 بلدان مغاربية.. هل هي مجرد صدفة؟  

تونس- التونسيون
خصص موقع “أصوات مغاربية” تقرير صحفي لظاهرة تصدر قادة العسكر للمشهد السياسي في ثلاثة دول مغاربية وذلك تحت عنوان ” 3 عسكريين بقبعات سياسية في البلدان المغاربية.. هي مجرد صدفة؟”
في ما يلي نص التقرير:
طغت على مجريات الأحداث في المشهد السياسي المغاربي ثلاث شخصيات عسكرية، باتت تصنع الحدث خلال الآونة الأخيرة.
ففي ليبيا برز، مجدّدا، المشير خليفة حفتر قائد ما يسمى “الجيش الوطني الليبي” بعد إعلانه عملية عسكرية تهدف إلى ما دعاه “تحرير طرابلس من الميليشيات المسلحة والإرهابيين”، بعدما سيطر على شرق البلاد وجنوبها.
وفي الجزائر، برز إلى الواجهة اسم قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح في خضم حراك شعبي طالب بإسقاط النظام، ولعب صالح دورا في رحيل الرئيس بوتفليقة عن الحكم بعدما أعلن “تبنّيه” لمطالب الجماهير. وقال في خطاب إنه “ستتم الاستجابة لها كاملة غير منقوصة”.
أما في موريتانيا البلد المغاربي الهادئ فبزغ نجم وزير الدفاع الموريتاني محمد ولد الشيخ محمد أحمد المكنى “ولد الغزواني”، الذي ترشّح للانتخابات الرئاسية لخلافة صديقه الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، ما جعل المعارضة الموريتانية تطلق عليه لقب “الخليفة المعيّن”.
ما خلفيات هذا الصعود للعسكريين الثلاثة؟ في وقت يعبر نشطاء سياسيون عن مخاوف من عودة الأنظمة العسكرية من جديد.
‘ثقافة العسكر’
يقول المحلل السياسي الليبي، جمال عبد المطلب، إن الشعوب المغاربية “لم تتخلص بعد من ثقافة عسكرية متجذرة مفادها أننا لسنا جاهزين بعد للديمقراطية ولا نستمع إلا للعين الحمراء”.
وينفى عبد المطلب، في حديث مع “أصوات مغاربية”، أن يكون ما يحدث في المشهد السياسي المغاربي “مُؤامرة أو ترتيبا”، وأوضح بأن الأمر يتعلّق بخصوصية كل بلد واختلاف سيرورة الأحداث وطبيعة الظروف الداخلية.
فعن الحالة الليبية، يقول إن حفتر “مُسيّر من قوى إقليمية وعربية لخدمة أجنداتها”، واستبعد أن ينجح في مساعيه “سواء ما تعلّق بخدمة الأجندة أو بأطماعه الشخصية”.
وبخصوص الجزائر وصف قايد صالح بـ”الشيخ”، يقول إن سنّه لن يسمح له بتطبيق نموذج السيسي، وأضاف: “الجزائريون عانقوا الحرية ولن يتوقّفوا إلا بإجراء انتخابات حقيقية”.
أما موريتانيا، فذكر بأن ما يجري هو “تطبيق نظرية بوتين-ميدفيديف” الروسية، حيث “يتداول الرئيس ولد عبد العزيز ووزير الدفاع على السلطة لحماية مصالحهما”، وتساءل في الختام “هل هي فكرة ولد عبد العزيز أم إن للمخابرات الفرنسية دورا في هذا للمحافظة على نفوذها في موريتانيا؟”
‘زوال حكم العسكر’
رئيس المركز المغاربي للدراسات في موريتانيا، ديد ولد السالك، تنبّأ بزوال الأنظمة العسكرية في المنطقة العسكرية.
وبرأي ولد السالك، الذي يتحدّث إلى “أصوات مغاربية”، فإن ما يجري في المنطقة مرتبط بخصوصية كل بلد “ففي موريتانيا سيؤول الأمر إلى ولد الغزواني ويبقى الحكم مزاوجة بين المدني والعسكري”.
أما في الجزائر فلن يصعد العسكر إلى الحكم، بحسب محدثنا، بعدما كانوا يحكمون من خلف ستار “لكن لن يسمح الحراك التحرري بذلك هذه المرة، فيما تبقى ليبيا مهدّدة بعودة فترة القذافي حال نجح حفتر”.
وانتهى ولد السالك إلى القول بأن نجاح الحراك والانتقال الديمقراطي في الجزائر “لن يكون له تأثير على المغرب العربي فحسب، بل سيمتد الأمر إلى العالم العربي وإلى القارّة الأفريقية، لأن الجزائر هي قلب المغرب العربي والدولة الكبرى والثقيلة أفريقيا وعربيا”.
‘خصوصية’
من جانبه، يستبعد وزير الإعلام الجزائري السابق محي الدين عميمور، أن يكون صعود العسكريين الثلاثة “أمرا مُرتّبا” وربَط الأمر بخصوصية كل بلد.
ويضيف عميمور في حديث مع “أصوات مغاربية”، بأن ما يحدث في ليبيا “عملية متهورة لحفتر المدعوم عربيا وغربيا وهو مغامر يدافع عن مصالح وأجندات، والليبيون لن يسمحوا له بالمرور”.
في الحالة الجزائرية، يقول إن الجيش “ملتزم إلى حدّ اللحظة بالدستور ومصمّم على ذلك، لأنه يعلم بأن الخروج عن الدستور سيعيد البلد إلى العشرية السوداء وهذا ما لن يسمح به الشعب والجيش”.
واستحضر عميمور التجربة التونسية واعتبرها الأمثل في المنطقة، قائلا: “تبقى تونس النموذج الأمثل لأن الجيش لم يتدخل أبدا، بل انسحب الجنرال رشيد عمار قائد الجيش وترك الأمر للسياسيين”.
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP