الجديد

بعد اجتماع سوسة .. هل يتزعم مهدي جمعة المعارضة الوسطية ؟

هشام الحاجي
اخذ اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية و التشريعية يفرض على الاحزاب السياسية الابتعاد اكثر ما يمكن عن الشعارات و النوايا سواء كانت طيبة او سيئة . و هذا الظرف يمنح كل تحرك يقوم به اي حزب سياسي اهمية مضاعفة لأنه يمثل رسائل واضحة للراي العام و بقية مكونات المشهد السياسي .
ضمن هذا الاطار يمكن التوقف بشيء من التحليل عند الاجتماع الذي احتضنته البارحة مدينة سوسة و الذي نظمه حزب “البديل التونسي” و اشرف عليه رئيس الحزب مهدي جمعة . ذلك ان عدة معطيات تمنح هذا الاجتماع ما يمكن اعتباره “اهمية مضاعفة ” و من اهم هذه المعطيات :
– الوضع الاجتماعي و السياسي الذي اقل ما يقال فيه انه متأزم
– تفكك حزب الاغلبية و عدم تبلور هيكلة الحزب الجديد “تحيا تونس” بالشكل الذي يجعله قادرا على ان يكون الرقم المحدد في المعادلة السياسية القادمة.
– الاهمية التي للساحل التونسي في الحياة السياسية التونسية منذ عقود.
– ابتعاد مهدي جمعة منذ مدة عن الاضواء و عن التعبير عن مواقفه من عدة مسائل.
و هذه الاعتبارات زادها الحضور الجماهيري المهم عاملا اخر اذ يعتبر هذا الحضور بكل المقاييس مهما في ظل تنامي الحديث عن العزوف و عن الاحباط لدى المواطنين . و يبدو ان مهدي جمعة قد استحضر بالأمس كل هذه المعطيات، و هو ما جعله يظهر بشكل فيه قطيعة مع صورة السياسي المتحفظ، و الذي لا يريد قطع شعرة معاوية .
انتقد مهدي جمعة بوضوح المنظومة الحاكمة و حملها مسؤولية ما وصلت اليه تونس حاليا من ازمة سياسية و اجتماعية خانقة غير مسبوقة و اعاد التذكير بحصيلة توليه مسؤولية رئاسة حكومة الكفاءات و هي حصيلة اعتبرها من افضل ما امكن تحقيقه منذ 2011 الى حد الان .
كما كان مهدي جمعة  واضحا في التأكيد على انه يكفي احترام القانون و تغليب المصلحة العامة حتى يتم تجاوز الوضعية الحالية و لكنه كان واضحا في الاشارة الى ان الاحزاب الحاكمة الحالية لا تريد احترام القانون و لا تغليب الكفاءة و القدرة على الانجاز لأنها محكومة بمنطق “الولاء ” و الغنيمة” مستبعدا كل امكانية تحالف مع هذه الاحزاب .
و قد اشار مهدي جمعة في هذا السياق الى ان حزبه الذي يملك جانبا كبيرا من “البديل ” الذي يغير حياة التونسي سيتقدم للانتخابات التشريعية بشكل منفرد في كل الدوائر الانتخابية مع امكانية الانفتاح على كفاءات مستقلة دون ان يغلق الباب امام امكانية الالتقاء مع الاحزاب التي يلتقي معها في تشخيص الوضع و في اقتراح الحلول الكفيلة بتخطيه .
و يبقى السؤال الذي قد تجيب عنه الايام القادمة هل ان مهدي جمعة قد اختار ان “يتزعم ” المعارضة الوسطية  ؟ و ما هي خطته للمرحلة القادمة ؟
 

هشام الحاجي [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP