الجديد

وزير الدفاع يحاضر في أمريكا عن "كابوس" عودة المقاتلين من "بؤر التوتر" والمخاطر الأمنية في المنطقة

تونس- التونسيون
من جهة أخرى، وفي ذات السياق أكد وزير الدفاع الوطني، عبد الكريم الزبيدي، أن “عودة الإرهابيين التونسيين إلى تونس، تُمثل تحدّيا من حيث كيفيّة التعامل مع هؤلاء العائدين، ممّا أثار جدلا قانونيا في أوساط المجتمع المدني ولدى الرأي العام”.
وبين الزبيدي في محاضرة بعنوان “القوّات المسلحة التونسية .. التحديات والآفاق”، ألقاها  يوم الجمعة 3 ماي 2019، بالعاصمة الأمريكية واشنطن، بدعوة من الكلية الحربية الأمريكية، أن معالجة موضوع الإرهابيين العائدين هي محلّ دراسة من قبل مركز البحوث العسكرية والهياكل ذات الصلة، وذلك بالإعتماد على احترام القانون وحقوق الإنسان، مع الإستئناس بتجارب بعض البلدان في المجال.
تهريب الأسلحة
ويتمثّل التحدي الثاني الذي تواجهه تونس، وفق الوزير، في “تهريب الأسلحة العابرة للحدود وهو ما يهدّد أمنها واستقرارها ويغذّي مناطق الصّراع في الجوار الإقليمي، بالإضافة إلى التهريب والتجارة الموازية اللّذين يمثلان رهانا أمنيا واقتصاديا، لارتباطهما عضوياّ بالإرهاب”، حسب ما جاء في بلاغ لوزارة الدفاع.
تطور جهوزية المؤسسة العسكرية
وبخصوص آفاق المؤسسة العسكرية التونسية، أفاد الزبيدي بأنّه تم في ضوء مجمل هذه التحديات، “وضع برنامج لتطوير القدرات العملياتيّة بمساعدة الجانب الأمريكي، يقوم على دعم العمليات المشتركة بين الجيوش الثلاثة وتطوير القدرات الإستعلاماتية وتأمين الحدود البرية والبحرية والمجال الجوّي وتأهيل القوات التقليدية، فضلا عن وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب بمشاركة الهياكل المتدخلة تقوم على أربعة محاور وهي الوقاية والحماية والتتبّع والردّ”.
وقدم الوزير في مستهل مداخلته لمحة تاريخية حول نشأة الجيش الوطني التونسي ومهامه الأساسية والظرفية والتكميلية، ومساهمته في تأمين  الإنتقال الديمقراطي منذ سنة 2011 وفي حفظ النظام العام ومكافحة الإرهاب والتصدي للتهريب والجريمة المنظمة.
وذكّر بأن تونس واجهت في تلك الفترة تحديين إثنين لهما صبغة إنسانية أولهما إستقبال حوالي مليون و700 ألف لاجئ من 100 جنسية، 80% منهم من الأشقّاء الليبيّين وتركيز مخيّمين إثنين برأس جدير والذهيبة لإيوائهم وتأمين الإحاطة والرعاية الصحية والنفسية والإجتماعية لهم، وثانيهما إقدام آلاف من الشبان التونسيّين والأفارقة على الهجرة غير الشرعية، ممّا استوجب تسخير وسائل الجيش الوطني للحدّ من هذه الظاهرة.
تحديات أمنية
كما استعرض أهم التحديات الأمنية التي تواجهها تونس وكان لها تأثير كبير على أمن البلاد واستقرارها إبّان ثورة 14 جانفي 2011 وفي مقدّمتها “الإرهاب والتهريب والجريمة المنظمة، بحكم تدهور الوضع الأمني بليبيا الشقيقة، وتداعيات ما يحدث في القوس الساحلي، وهو ما نتج عنها أعمال إرهابية بلغت ذروتها في سنوات 2013 و2014 و2015 إذ استهدفت قطاع السياحة والأمنيين والعسكريين في تعدٍ وتطاول على رموز الدولة”.
وبيّن وزير الدفاع في المقابل، أن معركة بن قردان (مارس 2016)، كانت حاسمة حيث مثّلت انتصارا استراتيجيا جنّب البلاد والمنطقة بأسرها خطرا داهما كان من الممكن أن تكون له تداعيات سلبية على أمنها واستقرارها.
وفي رده على جملة من التساؤلات من قبل الدارسين في الكلية الحربية الأمريكية بواشنطن، التي تمحورت حول الوضع الأمني بالمنطقة ومآله، أكد عبد الكريم الزبيدي أن “مستقبل المنطقة، بما فيها الساحل الإفريقي، رهين توافق القوى السياسية الفاعلة في هذه البلدان، كما هو مرتبط في الآن ذاته بالدور الإيجابي الذي يجب أن تلعبه القوى الإقليمية والدولية في الصراعات التي تشهدها دول المنطقة”.
وتأتي هذه المحاضرة التي حضرها ضباط سامون أمريكيون بصدد متابعة دروس في مجال الدراسات الإستراتيجية والإستشرافية، في إطار انعقاد اجتماع اللجنة المشتركة العسكرية التونسية الأمريكية في دورتها الثالثة والثلاثين بواشنطن.
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP