الجديد

مبروك كرشيد: "انتخابات باردو .. صفارة الإنذار الأخير "

تونس- التونسيون
تحت عنوان “انتخابات باردو: صفارة الانذار الأخير”، دون الوزير السابق مبروك كرشيد تعليقا مطولا حول نتائج الانتخابات البلدية الجزئية في باردو التي أجريت أمس الأحد 14 جويلية 2019، في ما يلي نص التدوينة:
النتائج النهائية الوقتية لانتخابات بلدية باردو لا تأتي أهميتها من كون باردو أحد مراكز الحكم الثلاث في تونس فقط بل أكثر واهم من ذلك أنها العينة الحقيقية الأخيرة التي تسبق الانتخابات التشريعية ،وقراءتها يجب أن تكون متمعنة وواقعية لا تغالط النفس ولا تدير ظهرها للواقع .
أهم الخواطر الأولية التي يمكن استنتاجها هي التالية :
اولا : أن نسبة الحضور المتدنية لا تخدم إلا حركة النهضة ولذلك فإن الاضافة الكبري في إعداد الناخبين تفسر الي حد بعيد الهلع الذي عليه الحركة نتيجة سبر الآراء، والعمل يجب أن يكون قويا علي جلب الناخب للصندوق فهو وحده كفيل بابعاد شبح الإسلام السياسي عن تونس .
ثانيا: أن اختيار رؤساء قوائم وازنة ومعروفة وذات إشعاع جهوي ووطني يرشح القوائم الي انتصارات انتخابية هامة وهو ما يفسر التقدم الملحوظ الذي أحرزته قائمة البديل وعلي نحو كبير أيضا قائمة تحيا تونس .
فحسن اختيار المرشح يضمن قسطا ادني من الإشعاع المطلوب لجلب الناخب وإقناعه بالتصويت لفائدة الحزب .
ثالثا : أن غياب قوي سياسية فاعلة حسب استطلاعات الراي من قبيل حزب نبيل القروي وعيش تونسي وعبير موسي يفسر الي حد كبير نسبة المشاركة المتدنية في الانتخابات فضلا عن العوامل الإضافية المساعدة باعتبار أنها انتخابات منفردة لا تندرج ضمن نسق انتخابي عام يشجع علي الحضور وتكون فيه درجة الانضباط عالية .هذا بطبيعة الحال لا يجعلنا نغفل توقيت الانتخابات التي كانت يوم أحد في يوم صيف حار هاجر فيه المواطنون الي الاماكن الرطبة بعيدا عن القيضاء.
رابعا :أن حالة التشتت التي عليها القوي الوطنية تضل السمة البارزة التي تهدد المجلس البلدي المنتخب، من حيث التكوين والانسجام والعمل وهو ما يجعل من الواجب مزيد العمل علي تقريب هذه القوي من بعضها وتحرير التزام بينها علي التعامل المشترك بعيدا عن الأطماع والمصالح الفردية والا سيكون المصير مزيدا من تفكيك بنية العمل السياسي الوطني . فعملية جمع بسيطة للقوي الوطنية التي حازت مقاعد في الانتخابات يؤكد أنها قادرة مجتمعة علي إدارة المجلس بأريحية تامة وبدون الحاجة الي منظومة الإسلام السياسي المعلنة والسرية .
من المفيد التذكير كل وقت وحين أن حالة التشرذم الانتخابي لا يخدم الا حركة النهضة وحلفائها ولا يخدم في شيئ التيار الوطني وهو ما يدفع الي مزيد التنازلات من أجل مصلحة الجميع .

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP