الجديد

النهضة وتحيا تونس .. يتباحثان اليوم حول "مصير الرئاسيات"

خديجة زروق
يبدو ان اليوم السبت 3 اوت 2019 الجاري سيكون حاسما في الكشف عن بعض ملامح المشهد السياسي التونسي في المستقبل القريب لانه يشهد اجتماعين هامين و منفصلين لمجلس شورى حركة النهضة و للهيئة السياسية لحركة “تحيا تونس” .
كل اجتماع سينظر في جوانب تتصل بالوضع الداخلي للحركة و في مسائل قد تكون على علاقة بالحركة الثانية . و يبدو ان اجتماع مجلس شورى حركة النهضة سيكون ساخنا بل قد يشهد بعض العواصف التي لم يسبق للحركة ان عاشتها و التي مهد لها في الايام الماضية القيادي عبد اللطيف المكي الذي وجه انتقادات غير مسبوقة و غير معهودة في تقاليد الحركة لرئيسها راشد الغنوشي .
و يبدو ان الخط الذي يمثله عبد اللطيف المكي يريد ان يواصل عملية انهاك راشد الغنوشي سياسيا من خلال اثبات انه يمثل “الرافد الدعوي” و هو ما يعني انه ليس الشخصية المخولة لانجاز الانتقال المطلوب للحركة من الحقل الدعوي الى الحقل السياسي .
هناك ايضا ربط لهذا “العجز الهيكلي” بتراجع شعبية حركة النهضة التي قد تبقى الاولى نظريا و لكنها قد تفقد عددا من المقاعد في الانتخابات التشريعية . و يمثل تحديد موقف حركة النهضة من الانتخابات الرئاسية عقدة الصراع في اجتماع الغد في ظل انقسامين رئيسيين في المواقف على الاقل .
ذلك ان عددا من قيادات حركة النهضة تدفع في اتجاه ان تخوض الحركة هذا الاستحقاق بمرشح من اطاراتها و هؤلاء يستندون الى ان تقديم موعد الانتخابات الرئاسية يجعلها عنصرا مؤثرا في الانتخابات التشريعية و هو ما يمنح الحزب الذي سيقدم مرشحا في الانتخابات الرئاسية صاحب اسبقية معنوية .
اصحاب الراي المعاكس يعتبرون ان حركة النهضة غير مستعدة كما يجب لخوض نعركة الرئاسيات خاصة و انها تهتم اكثر بالبرلمان بوصفها المركز الاصلي للسلطة .
في صورة تبني التوجه الاول فان اختلافا كبيرا سيبرز في اختيار القيادي الذي سيترشح اذ لا يوجد اجماع حول اسم معين و هو ما قد يجعل راشد الغنوشي و عبد الفتاح مورو و ربما سمير ديلو من الاسماء التي سيتم بينها الاختيار علما ان الخط المعارض يريد حشر راشد الغنوشي في الزاوية لان الرجل لا يرغب كثيرا في الترشح للاستحقاق الرئاسي و لكنه في ذات الوقت لا يرغب في ان يترشح غيره من القياديين النهضويين لهذا الاستحقاق .
و في صورة ما اذا اختار مجلس شورى حركة النهضة دعم شخصية من خارج الحركة فان اختلافا كبيرا سيظهر ايضا في ظل تباين واضح في خلفية الاختيار و هو ما يجعل الامر يشمل يوسف الشاهد و متصف المرزوقي و حمادي الجبالي من الاسماء المطروحة بقوة .
و لا شك ان يوسف الشاهد سيشرف غدا على اجتماع الهيئة السياسية لحركة “تحيا تونس”  و مراته العاكسة تتابع ما سينبثق عن اجتماع مجلس شورى النهضة من قرارات و هو الذي ارتبط مع راشد الغنوشي بمسار ثوافق لم يؤسسه و لكنه واصل السير فيه و اتفق معه في ما يتعلق بتنقيح القانون الانتخابي الذي اعاق الباجي قائد السبسي دخوله حيز التنفيذ .
للرجلين ايضا خصوم سياسيون مشتركون من اهمهم حاليا عبد الكريم الزبيدي و مهدي جمعة و ايضا نبيل القروي و هو ما قد يفرض عليهما مزيدا من التقارب الذي قد يصل الى حد دعم ترشح يوسف الشاهد للانتخابات الرئاسية .
و ليس وضع “تحيا تونس” بافضل حال من وضع حركة النهضة و هي التي لم تتمكن لحد الان من بناء “ماكينة ” اتصالية و انتخابية في مستوى تطلعات قادتها علاوة على ان اختيار القائمات الانتخابية قد اوجد شيئا من التململ داخل صفوفها و هو ما يطرح اكثر من سؤال حول قدرة اجتماع السبت 3 اوت على تجاوز حالة “الارتباك السياسي ” و الانطلاق في الاعداد الجيد للانتخابات الرئاسية و التشريعية.
خديجة زروق

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP