الجديد

الزبيدي يخلط الأوراق ويعمق الحيرة !

خديجة زروق
أثارت تصريحات المرشح للرئاسة، ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، العديد من ردود الأفعال، في مشهد سياسي تغلب عليه كل مظاهر التوتر والانتظار وأيضا الحيرة، بعد دخول البلاد في حملة انتخابية للاستحقاق الرئاسي، المقرر عقد دورته الأولى في 145 سبتمبر الجاري، حملة غابت عنها البرامج كما غاب عنها وعي المرشحين بطبيعة التحديات التي تعيشها البلاد، وصعوبة مرحلة ما بعد الانتخابات، بسبب تراجع كل المؤشرات الاقتصادية، وتردي الخدمات الأساسية، فضلا عن تواصل التهديد الارهابي، الذي ضرب في اليوم الأول من الحملة، هذا دون التغافل أو اهمال الوضع الاقليمي والدولي المتقلب والغير مستقر.
برغم أن ما قاله المرشح عبد الكريم الزبيدي، ودون مبالغة يمس من الأمن القومي للبلاد، فان مؤسسات الدولة المعنية بالرد والتوضيح والتحقيق اكتفت بدور المتفرج الى حد الان، كما أن من وجهت له الاتهامات وأساسا رئيس الحكومة الحالي اختار “الصمت” والانصراف الى انجاز حملته الانتخابية.
نحاول في هذه الورقة العودة بالتحليل على تصريح الزبيدي في نقطتين اثنين:
1/ كشف أسرار “الخميس الأسود”
2/ حديث الزبيدي، عن وجود مافيات متصارعة، و”قلق على تونس”
في المقابل حصل انقسام لدى الرأي العام هو بالأساس انقسام يفسر بحالة الاصطفاف في علاقة بمساندة هذا المرشح أو ذاك للاستحقاق الرئاسي المقبل، وبرز هذا الانقسام بين مؤيد لتصريحات الزبيدي، معتبرين أن الرجل “كشف المستور”.
كما ذهب رأي اخر، الى أنه ما كان على الزبيدي وهو المؤتمن على أسرار الدولة، والمطلوب بواجب التحفظ أن يقوم بنشر “غسيل” كواليس الحكم، معتبرين أن ما أقدم عليه يندرج ضمن حملة انتخابية في المقام الأول.
“الانقلاب” و”الخميس الأسود”
في الواقع، فقد أكد الزبيدي الرواية التي  سبق وأن شاعت  يوم الخميس الأسود، الذي تزامن فيه مرض الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي ونقله للمستشفى وحصول عمليتين ارهابيتين وسط العاصمة، مع “تحرك سريع” في أروقة مجلس نواب الشعب، تم خلاله الجدل حول ضبط نوعية الشغور الرئاسي الذي يمكن أن تؤول اليه الأوضاع، ولعل ما زاد في توسيع دائرة “التحليل التأمري”، هو وجود رئيس البرلمان محمد الناصر في فترة نقاهة، وهو ما جعل البعض من النواب والسياسيين يروجون لأن ما حصل يومها يرتقي ل “الانقلاب” على الشرعية.
وأشار الزبيدي إلى أنه أعطى خلال ذلك اليوم تعليماته بتطويق المستشفى العسكري أين كان الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي يخضع للعلاج، ومواقع حساسة أخرى في مختلف مناطق البلاد، كما أمر بوضع الوحدات العسكرية في حالة تأهب قصوى.
قال الزبيدي في حواره التلفزي، أن البلاد مرت بجانب انقلاب يوم الخميس الأسود، وتابع بأنه أمر بتطويق المستشفى العسكري، مشيرا الى أنه كان  ينوي غلق البرلمان لمنعه من الانعقاد لمنع محاولات بعض النواب “للانقلاب على الشرعية” ومن أجل “حماية للدستور والبلاد”، و أنه أعلم رئيس الحكومة.
وشدد عبد الكريم الزبيدي، على إن البلاد مرت يوم الخميس 27 جوان 2019، أو ما سمي بـ”الخميس الأسود” بجانب محاولة انقلاب، انطلقت من بث إشاعة وفاة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، ومحاولة معاينة الوضعية الصحية لرئيس البرلمان حينها، محمد الناصر، من أجل تفعيل البند الدستوري المتعلق بالشغور الدائم لمنصب رئاسة الجمهورية.
واضاف  الزبيدي، إن هذا المخطط فشل بعد عودة محمد الناصر من فترة النقاهة التي يقضيها إثر تعرضه لأزمة صحية، واستأنف عمله على رأس البرلمان.
قلق على البلاد .. من المافيا والكناطريا
كما أكد الزبيدي في تصريحات الثلاثاء التي تعتبر مثيرة للجدل، أنه قرر الترشح للرئاسية كجندي متطوع لتونس كما تطوع منذ 41 سنة .
و أوضح في تصريح لاذاعة “شمس أف أم”، بأنه قرر الترشح نظرا للظروف التي تمر بها البلاد والمعارك التي تعيشها تونس في استكمال المسار الانتقالي.
وشدد الزبيدي على أنه سيعمل على حماية تونس و عدم تركها بين أيادي ناس وصفهم “بالمافيا  والبانديا  وا لكناطريا”، مؤكدا على ” أن ما يحصل في البلاد لا يبعث على الطمأنينة لذا لا بد من حماية المسار الانتقالي الذي اعتبره في خطر”، وفق تعبيره.
بالعودة للحوارين التلفزي والاذاعي ليوم الثلاثاء الفارط ولتصريحات أخرى سابقة، نشير الى أن الرجل تفادي توظيف علاقته بالرئيس الراحل الباجي قايد السبسي ، لكنه أكد على أنه “توفي وهو متقلق على تونس”، وفق تعبيره.
و شدد الزبيدي على ان الحملة التي استهدفته مؤخرا زادت من تمسكه في الترشح للرئاسية، مؤكدا انه لم يفكر البتة في سحب ترشحه.
كما جدّد تأكيده على انه قدم فعلا استقالته من منصبه كوزير للدفاع منذ يوم 8 أوت 2019 وانه سلمها لرئيس الجمهورية المؤقت محمد الناصر باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وكشف الزبيدي على ان الرئيس محمد الناصر طلب منه التريث وأنه أكد له أنه يريد البحث عن حلول تشمل كل المترشحين للانتخابات بشقيها التشريعي والرئاسي لافتا إلى أنه في منصبه كوزير للدفاع في إطار تصريف الاعمال، مذكرا بحساسية وزارة الدفاع الوطني.
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP