الجديد

حملة انتخابية باهتة: الشاهد يراهن على الاتصال المباشر ومورو ينتظر دعم النهضويين والزبيدي "يهاجم" !

علاء حافظي
تشير كل المؤشرات على ان الحملة الانتخابية الحالية للاستحقاق الرئاسي الذي ستجرى دورته الأولى 15 سبتمبر الجاري تختلف الى حد كبير عن الحملة الانتخابية لسنة 2014 في عدة جوانب لعل من اهمها ضعف دور الاستقطاب الايديولوجي و تراجع دوره الى ابعد الحدود بعد ان تغيرت اولويات الناخبين و تطلعاتهم و اصبحوا اكثر تمسكا بان يحترم رئيس الجمهورية الصلاحيات الموكولة  اليه دستوريا و ان يقوم في صلبها بإنجازات تسمح بتجاوز الوضع الحالي ولعل هذا ما يفسر حالة الفتور التي صبعت الحملة طيلة الثلاثة أيام الأولى على انطلاقتها.
الى جانب هذا العامل ( تراجع الاستقطاب السياسي والايديولوجي) هناك حضور خفي في مستوى المقارنة مع الباجي قائد السبسي الذي اعادت وفاته و ما رافقها من رد فعل شعبي الاعتبار لمؤسسة رئاسة الجمهورية و رفعت بالتالي سقف الانتظارات و رفعت ملمح رئيس الجمهورية  و بالتالي فان “شبح” الرئيس السبسي يطارد كل المترشحين  ولعل هذا ما ادى بشكل واضح الى تراجع دور و تأثير المترشحين خاصة “الغير جديين” منهم،  و الى الاهتمام بأمرين و هما الاتصال و اساليبه و المحتوى و الافكار.
الحديث عن الافكار و الاتصال يدفع الى الاشارة الى ان الايام الاولى للحملة الانتخابية الرئاسية قد اوضحت و لو بشكل اولي المترشحين المعنيين اكثر من غيرهم بالتنافس على دخول قصر قرطاج .
هناك خماسي يبدو مالكا لأسبقية في مستوى الاستعداد و الجاهزية و القبول لدى الناخبين و يتكون من يوسف الشاهد و مهدي جمعة و عبد الفتاح مورو و عبد الكريم الزبيدي ونبيل القروي الذي مازال مصير حملته معلقا بسبب وجوده في السجن .
يوسف الشاهد اختار منطق مواجهة المنافسين وحيدا سلاحه ما حققته حكومته من انجازات في مستوى التوازنات الكبرى و ايضا قدرته على التحرك و اعتماد ه الاتصال المباشر( انطلق من الأحياء الشعبية بالعاصمة وتنقل للجنوب)  و هو ما تجلى في النسق المرتفع لحملته لحد الان.
يدرك  يوسف الشاهد  ان مهمته ليست سهلة و هو المترشح الذي يبحث الجميع عن الاطاحة به ,و لا شك ان ترشح عبد الكريم الزبيدي المفاجئ و المباغت يزيد في تعقد الوضع و يمنح “المعركة الانتخابية ” بعدا غير متوقع اذ اصبح الناخبون امام مواجهة سياسية و انتخابية غير مسبوقة بين مترشحين عملا في نفس الحكومة و لم يكن هناك ما يشير الى ان علاقتهما الفاترة زمن العمل معا ستتحول الى مواجهة انتخابية حادة و مكشوفة .
أما عبد الكريم الزبيدي الذي يقدم نفسه كمستقل مع انه مدعوم ومسنود من قبل  شخصيات و احزاب التقوا  حول ترشيحه و عملوا  على مساعدته على تطوير بعض الجوانب في شخصيته و خاصة تلك المتصلة بالاتصال و قد تأكد انه تطور في هذا الجانب مقارنه بما كان عليه قبل انطلاق الحملة الانتخابية .
المترشح الاخر، هو  مهدي جمعة، الذي أكدت طريقة ادارته للحملة – الى حد الان –  على  ان الرجل قد تطور كثيرا في الاشهر الاخيرة و ان تفضيله العمل لمدة طويلة بعيدا عن الاضواء قد اكسبه قدرة على الاستعداد الجيد لهذا الموعد خاصة و ان حزب “البديل التونسي”،  قد تمكن من استقطاب عدد هام من الشخصيات.
قد يستفيد  مهدي جمعة انتخابيا من المواجهة التي تضع الشاهد و الزبيدي وجها لوجها ليغير وجهة من لم يحسموا امرهم لفائدته .
ترشح مباغت اخر، هو ترشح عبد الفتاح مورو الذي اربك حسابات الكثيرين من داخل النهضة و خارجها، و مورو هو من الظواهر الاتصالية اللافتة في تونس،  و اداؤه الانتخابي مقنع لحد الان.
لكن،  امامه تحديان و هما قدرته على تجنيد كل الالة النهضوية لخدمة حملته الانتخابية،  و على النفاذ الى الخزانات الانتخابية غير النهضوية و النهل منها.
في كل الحالات فان الحملة الانتخابية الرئاسية تبدو مشوقة و مفتوحة على كل الاحتمالات على أنه تجدر الاشارة الى أنها بقت حملة تقليدية وكلاسيكية ولم نشاهد ابتداع وسائل وطرق من شأنها أن تؤثر على الناخب.

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP