الجديد

رئاسيات 2019: حركة النهضة والاختبار الكبير .. ماذا لو عجز مورو عن المرور للدور الثاني؟

علاء حافظي
لم تكن اسوء تقديرات قيادة حركة النهضة تتوقع ان تجد نفسها في وضعية اقل ما يقال عنها انها صعبة يومان قبل اجراء الدور الاول للانتخابات الرئاسية . ذلك ان الشكوك تزداد حول قدرة عبد الفتاح مورو على ان يحجز موقعا في هذا الدور، و هذا الفشل المتوقع قد تكون له بكل تأكيد تداعياته السلبية على حركة النهضة التي طالما افتخرت و تباهت بانها الحركة التي تحتل منذ 2011 صدارة المشهد السياسي .
هذه التداعيات تتجاوز هذا المستوى لأنها تفتح الباب امام استيقاظ الخلافات الداخلية التي اعتبر الكثيرون ان ترشيح عبد الفتاح مورو قد اخمدها – وان كان وقتيا – علاوة على انه يفقد حركة النهضة القدرة على “التكرم ” ببعض الاصوات على الحلفاء المحتملين من المنافسين الانتخابيين و هو ما تباهت به الحركة قيادة و قواعد .
عدم تمكن عبد الفتاح مورو من تجاوز حاجز 12 نقطة من نوايا التصويت فرض حالة طوارئ قصوى في قيادة الحركة التي استنتجت ان مرشحها لم يعجز عن استقطاب ناخبين جدد من خارج الحركة فقط بل انه قد خسر 5 نقاط من الخزان الانتخابي للحركة حسب ما افرزته نتائج الانتخابات البلدية و هو ما يعني تراجع قدرة النهضة على التأثير و الاستقطاب .
التشخيص الاولي ابرز ان “الاصوات الهاربة ” قد اختبارات اما الاكتفاء بالمقاطعة تعبيرا عن الغضب من اداء قيادة الحركة او التصويت للمرزوقي او الجبالي او عبو و هو ما فرض الى جانب الاتصال المباشر بالإطارات و القواعد توجيه رسائل متناقضة لاحد الذين استفاد من “التكرم الانتخابي” للنهضة في 2014 و هو المنصف المرزوقي الذي اختار هذه المرة مخاطبة القواعد النهضوية دون المرور بقيادتها .
ففي حين كان سمير ديلو واثقا من ان “قواعد حركة النهضة لن تصوت للمنصف المرزوقي” اختار الحبيب خذر لغة “الاستجداء” طالبا من المنصف المرزوقي ان “يرد جميل حركة النهضة و ان ينسحب لفائدة عبد الفتاح مورو” .
و يبدو ان الارتباك النهضوي لم يتوقف عند هذا الحد اذ ان قيادة الحركة تجد نفسها مدعوة للتفكير في كيفية التعامل مع سيناريو دور ثان محتمل جدا يغيب عنه مرشحها عبد الفتاح مورو .
على طاولة قيادة حركة النهضة ثلاثة اسماء و هي نبيل القروي و عبد الكريم الزبيدي و يوسف الشاهد . و هناك انقسام حقيقي في مستوى الاختيار يرتبط بقراءة مسيرة كل مترشح و بشبكة علاقاته داخل حركة النهضة .
نبيل القروي له علاقاته داخل النهضة و كان راشد الغنوشي من اول الذين ابلغهم رئيس “قلب تونس” نيته الترشح للانتخابات الرئاسية و طلب منه دعم الحركة في صورة تمكنه من المرور للدور الثاني و لكن الاسابيع الاخيرة شهدت تغييرا في علاقة النهضة بنبيل القروي الذي اعتبر ان الحركة شريك لرئيس الحكومة في ما تعرض له من مصاعب لإبعاده عن الساحة السياسية علاوة على انه مرشح مناهض للنسق الذي تمثل النهضة مكونا اساسيا من مكوناته .
لأما يوسف الشاهد شريك توافق فرضته مواجهة الطرفين لرئيس الجمهورية الراحل الباجي قايد السبسي و هو شريك يفضل بعض قياديي الحركة مواصلة المراهنة عليه في حين يحذر اخرون من طبيعة نواياه و اهدافه وخاصة من طموحاته الجارفة .
نفس الانقسام حاصل حول عبد الكريم الزبيدي الذي عمل في حكومات تراستها النهضة و هو ما يمثل عاملا لفائدته و لكن صلاته ببعض اللوبيات و الشخصيات تثير الشك و الريبة لدى عدد من قيادات الحركة التي تجد نفسها في مفترق طرق يفرض عليها التخلي عن الخطاب الانتصاري و اعادة حساباتها و الانتظار و هو انتظار مفتوح على عدة احتمالات أغلبها قطعا ليس ذلك الذي تشتهيه جماعة مونبليزير.
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP