الجديد

عبد الكريم الزبيدي .. الوزير الصامت هل يكون الرئيس المفاجأة ؟

خديجة زروق
احتفظ عبد الكريم الزبيدي لأكثر من عقد بمقعد في الحكومة و هو ما جعله من علامات التواصل و الاستمرار بين عهد ما قبل 14 جانفي 2011 و العهد الذي رفع شعار الثورة و القطيعة معه .
هذه الاستمرارية اصبحت حاليا في صلب الجدل الذي يثار حول الرجل الذي بقدر ما اختار الصمت سلاحا في مسيرته الطويلة صلب حكومات متعاقبة و متناقضة ظاهريا على الاقل بقدر ما يجد نفسه حاليا من المرشحين الذين يتمتعون بحظوظ وافرة لاجتياز عقبة الدور الاول من رئاسيات 2019.
هذا الانتقال في الوضع لم يخطر قبل شهرين على خلد اي كان بما في ذلك ابن “رجيش” نفسه الذي جعلته وفاة الباجي قائد السبسي في صدارة المشهد و دفعته الى ان يربك حسابات و توقعات سبر الآراء و العديدين من الذين اخذوا منذ اشهر يستعدوا لاستحقاق اكتوبر 2019 الرئاسي قبل ان يتم تسبيقه بعد وفاة الرئيس السبسي .
ذلك ان النجاح في تنظيم جنازة رئيس الجمهورية قد جعلت الراغبين في قطع طريق قرطاج امام يوسف الشاهد يجدون في عبد الكريم الزبيدي الملمح الامثل لان سيرته الذاتية تتضمن مسيرة علمية اقل ما يقال عنها انها مهمة و ذات دلالة و لان مسيرته السياسية تخلو من الانتماء الحزبي المعلن و تشير استمراريته في العمل الحكومي الى قدرة على العمل و على اطلاع على اليات اشتغال الدولة و الذي يمثل توليه وزارة الدفاع الوطني مؤشرا اضافيا على تعامله مع الملفات الحساسة و السرية .
هذه المعطيات سمحت بتشكيل حزام قوامه بعض الاحزاب السياسية و الشخصيات حول الزبيدي و خلقت حوله تيارا جمع قطاعات من الراغبين في استمرار التوجه الذي ارساه الباجي قائد السبسي مع استبعاد يوسف الشاهد من مواقع التأثير و القرار.
عبد الكريم الزبيدي اقترنت حملته الانتخابية بضرورة تخليه عن استراتيجية الصمت فوجد نفسه يصيب في بعض الاحيان و يخفق احيانا اخرى . ذلك ان برنامجه الانتخابي مقبول و واقعي و صورته ككهل و صاحب تجربة و هادئ هي مؤشرات تبعث على الاطمئنان في سياق ارهق اضطرابه المواطنين و المواطنات لكن بعض الانزلاقات و الزلات العفوية احرجت انصار الرجل و افقدتهم القدرة على الرد المقنع .
لا شك ان عبد الكريم الزبيدي مدعو ان يظهر ايضا ان الاستمرار في العمل الحكومي لا يعني باي حال من الاحوال ضعف الشخصية و اعتماد المسايرة اسلوبا لان قوة الشخصية تعتبر من اهم السمات التي يتعين توفرها في رئيس الجمهورية حتى يؤكد انه ليس رئيس جهة او مجموعة او رئيس الصدفة في صورة تمكنه من دخول قرطاج.
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP