الجديد

"قلب تونس "..هل يصمد نبيل القروي ؟

تونس- التونسيون
لم تكن تصريحات رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي التي تضع “فيتو “على مشاركة محتملة لحزب “قلب تونس ” في الحكومة التي يعكف الحبيب الجملي على تشكيلها مجرد رسالة لاطارات حركة النهضة و المتعاطفين معها أو لرئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي فقط بل هي رسالة واضحة لرئيس حزب قلب تونس نبيل القروي و لبعض المقربين منه الذين تلقوا حسب مصادر مطلعة عرضا من راشد الغنوشي يتضمن ابتعاد نبيل القروي من رئاسة الحزب و تعويضه برضا شرف الدين. وهو عرض على ما يبدوا لقاء تامين “خروج آمن “للقروي، هذه “المقايضة ” تؤدي في صورة تجسيدها إلى “تطهير ” حزب قلب تونس من سمة الفساد التي اعتبرها راشد الغنوشي سبب إصراره على استبعاد حزب القروي من الحكومة الجديدة. و هو ما يوفر عنصر دعم اضافي لعملية التصويت على منح الثقة للحكومة و يقلص من وجاهة الاعتراضات العلنية التي يعبر عنها ائتلاف الكرامة حتى و ان كان البعض لا يأخذها مأخذ الجد. على اعتبار أن الائتلاف ليس إلا أداة من أدوات النهضة، وفق ما يرى الكثير من المتابعين. لا شك أن ما يخطط له راشد الغنوشي حسب بعض المصادر لا يمكن اعتباره من تحصيل الحاصل لأن السؤال الذي يطرح نفسه يتعلق بمعرفة موقف نبيل القروي من هذا المخطط و مدى ثقته في احترام كل طرف لتعهداته. نبيل القروي و المقربون منه يلازمون الصمت حول هذه التسريبات و لكن يبدو من خلال البيان الاخير لقلب تونس و تواتر لقاءات رئيسه مع الحبيب الجملي انه يخطط للالتفاف على هذا المخطط . وذلك من خلال تعهد بدعم سياسي للحكومة حتى و ان لم يشارك قلب تونس فيها أو شارك فيها عبر شخصيات لا تنتمي للحزب و لكنها مقربة منه. و برز ذلك من خلال حث الحبيب الجملي على الاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة دون انتظار الآجال الدستورية. و يبدو في هذا الصدد أن نبيل القروي يريد أن “يتسرب “من حالة الفتور التي تشوب علاقة الغنوشي بالجملي للاقتراب أكثر من رئيس الحكومة المكلف و لدفعه لمزيد الاستقلالية. والبعض يعتبر في تردده ( القروي) ثلاث مرات في أقل من أسبوع على قصر الضيافة بقرطاج رسالة خفية لراشد الغنوشي الذي رفع الفيتو في وجه قلب تونس من فناء قصر الضيافة. يملك نبيل القروي ايضا شبكة علاقات هامة في عدد من المنظمات و خاصة الاتحاد العام التونسي للشغل من شانها أن تحصن موقفه و “صموده “و هو المعروف بشدة المراس . يبقى الوضع داخل حزبه و خاصة داخل كتلته البرلمانية اكبر سؤال يرتبط صموده به إلى أكبر حد إذ قد يبدل إغراء الموقع مواقف الكثير من النواب و المحيطين بحزب تشكل في ظروف استثنائية و وقع إختيار مرشحيه لمجلس نواب الشعب بعيدا عن المتابعة المباشرة لرئيسه الذي كان آنذاك منشغلا بمواجهة القضاء.

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP