الجديد

تشكيل الحكومة .. بين التفاؤل والتشاؤم !

تونس- التونسيون
تتواصل لقاءات رئيس الحكومة المكلف، الحبيب الجملي، مع قيادات الأحزاب والمنظمات الوطنية ونواب البرلمان وعدد من الشخصيات الوطنية، في قصر الضيافة بقرطاج، والتي لم يرشح عنها الى حد الان ما يفيد بأن حكومتنا العتيدة سترى النور قريبا، وتفاوتت ردود أفعال من التقى بهم الجملي، بين التفاؤل والتشاؤم، سواء في ما يتصل بشخصية الرئيس المكلف وأحقيته بهذا الموقع الهام في الدولة وفي النظام السياسي، أو من جهة المنهجية المتبعة في التفاوض، والتي راي فيها البعض ممن التقوا الجملي، بأنها اعادة انتاج لذات المنهج الذي تم اتباعه في انجاز حكومات ما بعد الثورة.
 نرصد في ما يلي أهم ردود أفعال وتصريحات لعدد من الفاعلين في الشأن السياسي حول الموضوع.   
 
رئيس الحكومة المكلف متفائل
قال رئيس الحكومة المكلف، الحبيب الجملي، إن ملامح الحكومة القادمة اقتربت من التشكل وأن الأطراف السياسية الداعمة لهذه الحكومة باتت شبه واضحة، ولكن مازلنا نجتهد لضم أطراف سياسية أخرى.
وكشف الجملي، في تصريح  لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، اليوم الخميس، أن المرحلة الثانية من المشاورات ستنطلق الأسبوع القادم وستتركز حول الحقائب الوزارية والكفاءات التي ستكون مرشحة لتولي مناصب في هذه الحكومة، مجددا التأكيد على أن الاعتبار في طرح الأسماء سيكون فقط للكفاءة والنزاهة والقدرة على التسيير .   وإذا لم تتوفر هذه الشروط فإنه لا يمكن لنا القول إننا قدمنا الشيء الكثير، حسب تعبيره.
وبخصوص رفض الحزب الدستوري الحر التحاور مع رئيس الحكومة المكلف، أكد الجملي أن الدستوري الحر اٌقصى نفسه، حيث أنه استدعي كغيره من الأحزاب لكنه لم يستجب، على حد تعبيره، مشيرا إلى أنه كان منذ البداية منفتحا على كل الأحزاب.
وأوضح أن المرحلة الثانية من المشاورات ستكون بداية من الأسبوع المقبل وستتركز على إعداد البرنامج وهيكلة الحكومة، مبينا أن رسم الأولويات تقدم بشوط كبير وتم فيه الأخذ بعين الاعتبار آراء الأحزاب الأخرى.
وكان رئيس الحكومة المكلف صرح أيضا بأن كل ما يروج عن تشكيلة الحكومة لا أساس له من الصحة وأن الحديث عن هذا الأمر مازال مبكرا.
وفي رده على انتقادات بخصوص ضغط الوقت والإسراع في تشكيل الحكومة، شدد الجملي على أن مرور 11 يوما من المهلة الدستورية الأولى لتشكيل الحكومة لا يعد وقتا طويلا خاصة أمام التحديات المطروحة على هذه الحكومة، مشيرا إلى أن الأهم من الاستعجال هو التصرف بموضوعية وتوفير الشروط الأساسية لنجاح الحكومة وإلى أنه لا معنى للإسراع باختيار وزراء دون اتفاق على برنامج وعلى طريقة تسيير للحكومة.
وتابع قائلا يجب أن نتريث قليلا ويكون التمشي على أساس البرنامج وإرساء مبادئ حوكمة جديدة لرئاسة الحكومة وللوزارات وإحكام اختيار الكفاءات الوطنية اللازمة التي ستتمكن من إخراج البلاد من أزمتها، وفق تعبيره .
وأكد رئيس الحكومة المكلف وجود تشريك حقيقي للأحزاب، معتبرا أنها ممثلة في لجنة الخبراء وأن المفاوضات السياسية مستمرة حتى مع الأطراف المحجمة عن الكشف عن مشاركتها في الحكومة، وقال في هذا الخصوص إن التمشي إيجابي إلى حد الآن.
وأضاف في هذا السياق قوله لدي أمل بأنه سيتم تشكيل حكومة فاعلة مقتدرة من حيث الكفاءات وتجمع أوسع طيف سياسي ممكن وأكبر تأييد حتى من خارجها، متوقعا عدم تجاوز الآجال الدستورية الأولى.
وفي ما يخص مشاركة حزب قلب تونس في الحكومة، قال الحبيب الجملي موقفي واضح وموقف حركة النهضة واضح، ولن أخضع لموقف أي حزب حتى وإن كان موقف حزب حركة النهضة الذي كلفني، ورئيس الحركة راشد الغنوشي يعرف ذلك جيدا، وما أقتنع به سيكون. ”
 
نورالدين الطبوبي: “ هناك كلام في الكواليس بأن الجملي ليس برجل المهمة”
أكد الامين العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي اليوم الجمعة 29 نوفمبر 2019، ان “الاتحاد سيتعامل مع أية حكومة من خلال قراءة نقدية ايجابية في مدى تجسيمها البرامج والخيارات والاستحقاقات الاجتماعية وانتظارات الشعب”.
ولمح الطبوبي لدى حضوره اليوم في برنامج “ميدي شو” على اذاعة “موزاييك”، إلى أن الاتحاد ليس له رفض مبدئي لمخرجات مفاوضات قصر الضيافة، قائلا “الي باش يخلطلو الحبيب الجملي مبروك عليه.. وسيجد منا السند اذا كانت له ارادة حقيقية للاصلاح”، مشددا على أنه ليس للاتحاد أي فيتو ضد أية قوة سياسية قد تشارك في الحكومة.
واوضح أن الاتحاد سيمد الحكومة الجديدة بالبرنامج الاجتماعي والاقتصادي الذي اعده بمناسبة الانتخابات التشريعية حتى تأخذ منه ما تراه صالحا، مبينا أن الجملي لم يطلب من الاتحاد في اللقاء الذي جمعهما أية اقتراحات بخصوص برنامج الحكومة،معبرا عن أمله في ألا يكون رئيس الحكومة المكلف “بالون اختبار من بعض القوى السياسية خاصة من حزب حركة النهضة” والا تتم اضاعة الوقت على البلاد.، مذكّرا بدعوة رئيس حكومة تصريف الاعمال يوسف الشاهد الى الاسراع في تشكيل الحكومة لأن وضع البلاد لا يحتمل أكثر.
وقال الطبوبي إن الحبيب الجملي “أتى في إطار تجاذبات سياسية بين بعض المكونات السياسية خاصة منها الحزب الفائز”،(في اشارة إلى حركة النهضة) ملاحظا وجود ما قال انها مكاتب مغلقة تطبخ داخلها سيناريوهات حكومة اولى وثانية وثالثة وتعيينات الحكومة عكس ما يتم التصريح به، داعيا السياسين إلى “اللعب فوق الطاولة لأن تونس لم تعد تحتمل اكثر وليس تحتها”.
وأكد الطبوبي أن هناك كلام في الكواليس بأن الجملي ليس برجل المهمة، داعيا أصحاب هذا الموقف إلى مصارحته برايهم لعدم اضاعة الوقت على الدولة “قولهالو في وجهوا أحسن من وضع الرجل في مأزق”.

 
عبد الطيف المكي (النهضة): “على رئيس الحكومة المكلف أن يتفاعل مع حركة النهضة”
قال القيادي بحركة النهضة والنائب السابق بمجلس نواب الشعب عبد اللطيف المكي، “إنه على رئيس الحكومة المكلف أن يتفاعل مع حركة النهضة عندما تلزم نفسها بشيء، ومع الأحزاب التي تضمن له أكبر سند شعبي”.
وأفاد المكي في تصريح اعلامي، عقب لقائه اليوم الجمعة مع الجملي بقصر الضيافة بقرطاج، أن الأغلبية مقتنعة بأنه يتعين على حزب قلب تونس إزاحة الشبهات التي تحوم حوله عبر القضاء، قائلا في هذا الصدد “على الأحزاب السياسية المتعلقة بها قضايا فساد أن تنسحب قليلا من الساحة العامة الى حين تسوية وضعيتها”.
واعتبر المكي، أن اعتماد خيار الأقطاب في هيكلة الحكومة الجديدة، يمكن أن يسهل عملية التنسيق بين مختلف الوزارات، وييسر كذلك القيام بالاصلاحات الضرورية.

الصافي سعيد: “مشاورات تكوين حكومة ثورية”
في لقائهما عشية يوم الخميس 28 نوفمبر 2019 أكّد النائب الصافي سعيد، عدم تلقيه أي عرض لتولي حقيبة وزارية كما لم يطالب هو أيضا بذلك ولكن “الباب مازال مفتوحا وهو لم يقرّر بعد”.
وأضاف أنّه سينطلق قريبا الحديث بخصوص هيكلة الحكومة بعد الانتهاء من وضع البرنامج وأن هناك ما وصفها بالـ”موجات والترددات” التي يصعب فهمها ولكن رئيس الحكومة المكلف يسعى إلى فك رموزها و شيفراتها.
وصرّح أنّ الجملي أعلمه أن الأحزاب في تونس صعبة المراس وكلهم منتشين بالنصر، والتفكير إلى الأمام لديهم لم ينضج بعد ولكن رئيس الحكومة المكلف مصر على المضي إلى الأمام لتشكيل حكومة قوية و متماسكة.
وأكّد الصافي سعيد أنّه تم التطرق خلال اللقاء إلى مسار مشاورات تكوين حكومة ثورية، بالاضافة إلى إصرار الجملي على تكوين حكومة موسعة وقوية ونظيفة، بمعنى أن لا يكون فيها متورط في الفساد أو عليه شبهات.
وأعلم رئيس الحكومة أنّ عليه أن يكون في مستوى الفرصة وعدم الفشل وهناك مجال للحوار وعليه الاستماع الى شروط الاطراف التي يتشاور معها .

 

المرايحي: “تونس تتجه نحو المجهول”

أكّد محمد لطفي المرايحي رئيس حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري في برنامج ميدي شو امس الاثنين 25 نوفمبر 2019 أنّه لم يكن غاضبا عقب لقائه برئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي يوم الخميس الماضي، موضحا أنّه لم يجد في هذا اللقاء شيئا يطمئنه على مستقبل تونس التي تتجه نحو المجهول، وفق تعبيره.
وقال “كنت أتمنى أن يجد شخصا له رؤية جاهزة قابلة للتعديل أو مشروع صادقت عليه النهضة، الحزب الذي رشحه، لكن تفاجأت انه لا يملك أي رؤية شخصية وينتظر برامج السياسيين المقدّمة للإطلاع عليها”، لافتا “النهضة هي الحزب الفائز في الانتخابات وهي من تختار الشخصية التي تراها مناسبة لرئاسة الحكومة ولم يكن لديّ أي احتراز”.
وأضاف المرايحي “الانتخابات مسرحية لا فائدة منها لأنها تنتهي بوضع أشخاص لا يملكون أي خبرة أو رؤية في مراكز القرار وهناك شخصيات تبحث عن الوزارات دون تقديم أي برنامج”.
وبيّن ضيف ميدي شو أنّ تصريحه عقب لقاء الجملي “كان الله في عوننا وعن تونس”، يأتي بعد تأكّده أن مستقبل تونس غير واضح والبلاد متجهة نحو الإفلاس.
وتابع أنّ الحكومات تتغير وأعضاؤها يحصلون على امتيازات كبيرة فيما يجتر المواطن خيبة الأمل، قائلا السياسيون يتلاعبون بالتونسي وبمطالبه ويحاولون كسب الوقت دون البحث عن حل جذري للأزمة لكن قريبا ستعمّ الفوضى البلاد” حسب قوله.
وأعلن المرايحي أنّ تركيبة الحكومة القادمة لا تعنيه وأنه منزعج من التكالب على الوزارات والمناصب أمام غياب البرامج والتصورات الاقتصادية خاصة.

 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP