الجديد

أردوغان في تونس .. طبول الحرب القادمة على عجل

منذر بالضيافي
في علاقة بتطورات الأزمة الليبية، أدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم زيارة الى تونس، على رأس “وفد حربي”، ضم  وزيري الخارجية، مولود تشاووش أوغلو، والدفاع، خلوصي أكار، إلى جانب مدير المخابرات، مثلما ذكرت قناة روسيا اليوم.
في ذات السياق، أعلنت قناة 218 الليبية اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 2019، أن مسؤول  دبلوماسي ليبي أكد أن رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج  سيلتحق بالرئيسان التركي والتونسي هذا اليوم،  وأشار ذات المصدر الى أن الملف الليبي سيتصدّر أجندة أردوغان في تونس.
تأتي زيارة أردوغان لتونس بعد الاتفاق المثير للجدل بين أردوغان وحكومة السراج، والذي أثار العديد من ردود الأفعال الاقليمية والدولية الرافضة له، وبعد موافقة البرلمان التركي على التدخل العسكري في ليبيا، وفي ذلك تناغم مع موقف القيادة السياسية التركية، التي يبدو أنه مصممة على أن لا تترك طرابلس تسقط بيد المشير حفتر.
وهنا يطرح سؤال مهم حول الموقف التونسي من الأزمة الليبية و الذي يتسم بالغموض، في حرب ستكون بلادنا أول من سيدفع تداعياتها بصفة مباشرة وخاصة على المستوى الأمني، كيف سيتصرف الرئيس قيس سعيد في أول اختبار جدي له في الحكم؟
اندلاع الحرب في ليبيا، سيشمل كامل منطقة شمال افريقيا ، بمعنى أن المنطقة مقدمة على حالة من عدم الاستقرار ، وسيناريو الفوضى على طريقة ما حصل في بلاد الشام (سوريا) والرافدين (العراق) وارد
في المستوي الداخلي، يأتي هذا الخطر الحربي المنتظر، و تونس تمر بظروف صعبة حيث  يراوح فيها الانتقال السياسي، بين الجمود والعطالة ، في تزامن مع أزمة سياسية أثرت على تشكيل الحكومة، ما جعلها ترتقي لازمة حكم، فضلا عن وضع اقتصادي منهار، هو خميرة لغضب وحراك احتجاجي.
بلادنا وهي في وضع سمته الارتباك والأزمة، تجد نفسها امام مخاطر الجوار، في ليبيا أين بدأت طبول الحرب الأهلية تتسارع (خليفة حفتر و قواته  تتقدم باتجاه قلب طرابلس)، ليبيا التي لا يستبعد ان تنزلق نحو السيناريو السوري، وما يعني ذلك من تداعيات مباشرة على الاستقرار والأمن القومي التونسي.
اما جارتنا الجزائر فان الواضح انها لم توفق الى حد الان في التوفيق بين حراك الشارع المستمر والمتصاعد ، وارادة الجيش في التشبث بتحصين مواقعه في السلطة ، عبر التحكم في الانتقال السياسي، ما جعل المراقبين وكذلك أنصار الحراك الداخلي يرون أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة قد أتت برجل من داخل الحرس القديم، سوف يكرس الاستمرارية لا القطيعة التي يطالب بها شباب الحراك.
يجري كل هذا في غفلة واضحة وصريحة من حكامنا العتاة، وفي ظل مؤشرات عن عزلة دولية ، في غياب دبلوماسية واعية بالمخاطر التي تهدد بلادنا.
عزلة غير مستبعدة ولا تكاد تغيب عن العين المجردة، متأتية من وضعية الغموض والريبة التي ينظر بها شركاء بلادنا نحو توجهات “الدبلوماسية التونسية الجديدة”، غموض “يزعج” شركاء بلادنا وكذلك التونسيين، فضلا عن تغير استراتيجي في التعاطي مع حركات الاسلام السياسي، التي تحكم تونس اليوم.
ان إدارة أزمات بلادنا في الداخل، وتحديات الخارج والإقليم بحاجة لعقل سياسي استراتيجي لا نكد نعثر له على تبلور واضح- للأسف- في الساحة اليوم، في ظل غياب رؤية وبرنامج وكذلك ارادة سياسية، بسبب عدم الانتهاء من ترتيب مؤسسات الحكم، ناهيك وأن تونس بلا حكومة وسط تباينات بين القوى السياسية اخرت تشكيلها.
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP