الجديد

ليبيا .. لماذا استبعدت تونس من مؤتمر برلين ؟

بسام عوده
منذ أسابيع اشتد الصراع بين أطراف الصراع في ليبيا، بين  حفتر والسراج وبدأت المواجهة قاب قوسين أو ادنى ، بعد أن دخلت انقرة على الخط الساخن وأشعلت الموقف بحجة الاتفاقية الموقعة  مع حكومة السراج.
أسرعت تركيا الخطى لربح الوقت بعيدا موافقة المجلس النيابي ، واقترب حفتر من العاصمة ساحة الصراع ، القوى الدولية أيضا أسرعت وخططت على عجل ، هذا الإنقاذ للموقف جاء نتيجة هول المواجهة المرتقبة.
تدرك القوى الخارجية ان مصالحها في خطر بل مصلحتها اليتيمة النفط وليس عشقًا وحبًا للشعب الليبي ، ادركت القوى في حال اندلاع الحرب لن يبقى نفط ولا بشر ولا حجر ، إذن الحسابات واضحة و ا نحتاج إلى عبقرية لفهمها.
ولقاء موسكو الحكم الدولي في الصراع انحاز للعسكر ودعا الأطراف من اجل الهدنة التي لم تتحقق ، و كان الواقع على الأرض مربك ومخيف، خاصة لكل من الجزائر وتونس، اين  وصلت حالة استنفارهما الى الدرجة القصوى في ظل التخوف من النزوح المتوقع.
ومع هذا تحركت القوى الدولية لأنها ستتحمل الفاتورة الباهظة تجاه المخيمات التي ستقام بالقرب من الحدود. تونس أوضحت موقفها وطالبت المجتمع الدولي تحمل اعباء هذا التدفق المخيف أيضا إلى دول الاتحاد الاروبي.
تعد ليبيا  مركز العبور للحالمين بالعيش في احضان أوروبا المنهكة ، لقاء موسكو كان جرعة مخدر للسيطرة على الموقف من الجانب العسكري،  لكن خليفة حفتر اختار إرجاء التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار، خلال محادثات موسكو.
ورقة روسيا لاكتشاف ردة الفعل لبقية الأطراف ، استدرجت السراج ووقع الاتفاق وحليفها الذي يسيطر على شرق ليبيا حفتر منح مهلة بانتظار ردة فعل اردوغان المتحمس لثروة النفط .
و جاء الغيث الألماني مؤتمر برلين المقرر الأحد المقبل، حول الملف الليبي،  دعيت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والإمارات العربية المتحدة وتركيا والكونغو وإيطاليا ومصر والجزائر والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية وفايز السراج وخليفة حفتر وأبعدت تونس.
يبدو ان ابعاد تونس سيكون له وقع كبير، فالدولة التونسية أخذت على عاتقها منذ بداية الصراع مسؤولية كبيره فاحتضنت اللقاءات المتعددة وكانت شبه مقر دائم للمبعوث الأممي لليبيا غسان سلامة.
يبدو هناك خلل كبير في هذا التنسيق الذي ازعج تونس على كافة المستويات ، البعض فسر ذلك نتيجة لضعف الدبلوماسية التونسية، وذلك لوحده غير صحيح في الواقع ،  فالمجتمع الدولي بحاجه لتونس بحكم الموقع مع ليبيا .
يذكر أن تونس كانت اول من احتضن اللقاءات المتعددة وتحملت عبئا كبيرا جراء الأزمة، و يبدو ان أطراف خفية تستثمر هذا الغياب ، لكن قد تكون الحسابات خاطئة ، تونس قد تتخذ موقف وهى الحاضنة للجالية الليبية على أراضيها وتلعب دور محايد بين كافة الأطراف.
فسر البعض  العقاب ازاء موقفها خلال زيارة اردوغان التي أعربت فيها عن الحياد ، بالمقابل ليست متحمسة لوجع الرأس فهي تولي اهتمامها بالوضع الداخلي، بين تشكيل الحكومة واتخاذ قرارات حاسمة لتخطى المرحلة.
ويبقى الأمر محير ومبهم لدولة مرتبطة في دولة الصراع بحكم الحدود الطويلة والتي تورق الدولة في جهودها المضنية التي تقودها لحماية ترابها الوطني.
واضح أن اللعبة الدولية بين الكبار اشبه بحديث السماسرة والمسالة أصبحت عرض وطلب ، ومد وجزر وأقنعة تخفي المأساة التي ألحقت بليبيا ودول الجوار وخاصة تونس خسائر أضعفت الاقتصاد وأربكت الوضع.

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP